واسمحوا لي بمساهمة متواضعة في هذا الموضوع بعد كلمة الأديبة الراقية أ.ريمة الخاني وحتى يستفيض أخي أ. علي جاسم
أولاً : إن القصيدة النثرية هي نص فيه كل خصائص قصيدة التفعيلة عدا هذه التفعيلة
بمعنى أنه يتضمن الصورة الشعرية -كما تفضلتْ أستاذتنا- ويتضمن كذلك التلاعب اللفظي ودهشة التراكيب والتضمين والرمز والإسقاط والأقنعة واللغة والتأثير بما هو موروث من الأديان أو الأساطير وخلافه ، ويمكن ذكر بعض الأسماء لاستدعاء أحداثها ، والقصيدة النثرية -رغم إشكاليات هذا المسمى- أيضا تُسأل عن حسن الاستهلال والخاتمة والرسالة والنفس الشعري وكذلك اختيار الألفاظ ذات الحروف المتشابهة أو المتنافرة أو المتقاربة والمتباعدة تبعا لفونيمات الأصوات وإيقاعها في ضوء التجربة الإبداعية ولغة الكشف الموجودة في النص
ثانياً : كل من يكتب قصيدة النثر يُفضل أن يكتب التفعيلة أولاً ثم يتجه لهذه النثرية عن قصد إن كان يرى أن هناك موضوعات تؤثر التفعيلة عليها -وإن كنتُ أختلف شخصياً مع ذلك لأن مَنْ رزقه الله الموهبة يستطيع أن يُصقلها ويطوع اللغة دون تعالي عليها لما يريد التعبير عنه-
ثالثاً : إن لنا تراثنا وأقلامنا التي لن تتآكل مهما حاول المغرضون ، والإنسان واللغة وحدة بنائية واحدة لا تنفصل ،فما بالنا بالمبدع؟ .. وحرصاً على تراثنا وإيماناً بالتطور لابد لنا ألا نتوجه بثقلنا نحو قصيدة النثر ونهمل ما أبدعته أقلامنا ، هذا فضلاً عما يُسببه هذا المنحى إلى تحويل كل الأفراد إلى شعراء دون قراءة أو حفظ أو حتى موهبة!! ، ولا يكون الجديد ذا معنى إلا إذا كان مُمْتداً من جذور عريقة
خاتمة : شكراً لطرح هذا السؤال ، مع محبتي وتقديري