أخي صهيب
أهلاً بك وبمداخلاتك التي أرجو أن تستمر لأني أكون سعيداً جداً بها وخصوصاً بأسئلتك
* هل القصة الشاعرة يشترط لها أن تكون مبنية على اساس تفعيلة معينة من حيث العدد والقافية؟
_ القصة الشاعرة لابد لها أن تبنى على تفعيلة .. أي تفعيلة و يُلتزم بها طوال النص ، وبلا عدد معين تبعاً لاختلاف الدفقات و موضوعات النص
أما عن القافية فهي المتحرك بين الساكنين الأخيرين ، ولعلك قصدتَ الروي .. ، والروي هو الحرف في نهاية البيت والمشترك في كل الأبيات ، والقصة الشاعرة لا تعتمد على البيت الشعري .. إذن فهي لا تعني بالروي ، وبالتالي فهي تعتمد على الدوران الشعري ..
* هل تتطلب القصة الشاعرة قافية محددة أم فقط تكون تفعيلة متساوية العدد؟
التفعيلة أساس أول في القصة الشاعرة ، ولا عدد معين للتفعيلات
* هل هناك فرق بين القصة الشاعرة وشعر التفعيلة؟
مؤكد هناك فروق كثيرة سنكتفي حتى بالفروق الظاهرة جداً منها
- إن شعر التفعيلة تنتهي الدفقة الشعورية فيه بنهاية السطر الشعري ، وقد يُسكَّن
أما القصة الشاعرة لا تنتهي الدفقة الشعورية إلا بنهاية النص ، ولا تسكين بين التفعيلات
- شعر التفعيلة لا يُشترط أن تضم القصيدة كل عناصر القصة القصيرة بينما في القصة الشاعرة لابد من وجود عناصر القصيدة وعناصر القصة وهذه العناصر يتمم كلا منها الآخر وكأنها متفاعلة تفاعلاً كيميائيا
- شعر التفعيلة يتم كتابته وتنسيقه أسفل بعضه (السطر الشعري) و لا يمكن أن تكتب القصيدة كاملة متجاورة الجمل وإلا سيحدث كسر عند نطق نهايات السطر الشعري الساكنة مثلاً ، أما القصة الشاعرة يمكن أن تكتب الجمل متجاورة لا يفصلها سوى عدد من النقط (وهذه النقط لها مهام أخرى) فتأخذ الشكل القصصي ، ويمكن أن تكتب أسفل بعضها ودون كسر فتأخذ شكل قصيدة التفعيلة
- شعر التفعيلة لا تبحث فيه عن السرد والزمان والمكان والعقد ولحظات التنوير وخلافه من مفردات قراءة القصة كاملة ، بينما في القصة الشاعرة لابد من توافر تلك المفردات وغيرها
- شعر التفعيلة يكون الدافع للقصيدة حدث معاصر أو تجربة ولا يستدعي الماضي أو التراث إلا في إسقاطات وذكر أسماء أو أساطير وهكذا بغرض ما يقصده المبدع وقد تخلو القصيدة من ذلك ، بينما في القصة الشاعرة لابد من استدعاء ما يتوافق في انفعالاته من الماضي مع ما يتوافق والحدث الحالي وبما يوحي بالحل الصريح في المستقبل
- شعر التفعيلة يُقرأُ وأنتَ تعلم أن هناك إيقاع ما ( التفعيلة +فونيمات الأصوات واختيار الحروف مثلاً )وليس كل الأفراد من متزوقي الشعر ، بينما في القصة الشاعرة تشعر الإيقاع حتى لو لنم تكن تعلم بوجود التفعيلة ولن تلحظ في القراءة الأولى للنص أن اختيارات الكلمات ذات الحروف المعينة والمخارج المعينة كلها كانت متعمدة من قِبل المبدع بل تأخذك أحداث النص لتفكر فيها وتعاود القراءة للأحداث كقصة قصيرة لتأخذك هذه الأحداث مع الإيقاع لتخرج أنت كمتلقي وتتصور رؤى تختلف عن رؤى الآخر وتصل بنفسك إلى الحل المحدد والمتوافق مع إحساساتك أنت الباطنية والعامة والمختلفة بالطبع عن الآخرين
والنص لابد أن يحتمل كل هذه الرؤى ودون إحهاد ، وليس هنا النهاية المفتوحة ولكنها حُدِّدت من قبل القارئ وليس المبدع ، وأيضا من داخل النص
- شعر التفعيلة يكون الموضوع واحد أو أكثر وبين الموضوعات المختلفة في القصيدة الواحدة علاقات ودلالات بينما في القصة الشاعرة كل كلمة لها موضوع بعينه يختلف عن الآخر في الكلمة الأخرى جوهرياً وشكلاً يظهر الترتيب المنطقي للأحداث أو الموضوعات المختلفة هذه
و هذا في الشكل فقط وتتعدد حوله الرؤى