الاجابة اخوتي
السلام عليكم
أتمنى أن تكون بألف خير أخي وكاتبنا العزيز
وأتمنى أن استطع دوما المرور للاتحاد فهو يستحق وأكثر ...وفقكم الله وسدد خطاكم
ورد عندي هذه الأسئلة
ربما وددت الإجابة مع الشكر سلفا ومهما كان الأمر
ـ كيف تقيم علاقاتك مع الكتاب المعاصرين...وعلى اي أساس يقيم الكاتب علاقاته وهل الأمر لا يتعدى الاهتمام الأدبي؟

... الكاتب أو المبدع إنسان بالمحصلة ولا يستطيع أن ينفصل عن إنسانيته ولا عن مجتمعه ولا عن محيطه، يحب ويكره ويغضب ويثور ويرتاح ويتعب.. لكن بالعلاقة مع الآخر في شأن أدبي أو حيوي لا بد أن تخضع إلى معايير أخرى، ولا أعني أبداً التعالي أو إلغاء الآخر، بل العكس تماماً في أن نمارس الصدق في طرح أفكارنا وملاحظاتنا وإرشاداتنا إذا استدعى الأمر، ومد يد العون للواعدين من الناشئة فهم المستقبل، والإبداع فضاء يمكن أن تحلّق فيه كل الطيور كلّ على مدى قوّة جناحيه.
هناك نخبة رائعة وجديرة ومحلّقة بين الكتاب المعاصرين، شعراء وروائيين وقاصين، وهناك أيضاً مستويات أخرى وهذا أمر طبيعي، أحاول أن أكون متوازناً مع الجميع، وإذا ما اضطرني الحال إلى إبداء رأي أو نقد فلا بد لي هنا أن أخرج من دائرة المحاباة والصداقة لأجل الصداقة والمجاملة والنفاق، وأدخل في دائرة الشفافية، فالأدب رسالة وجهد وانتماء وصورة عن أهليتنا ووجودنا، وعلينا أن نحافظ على أعلى قدر من مصداقية هذا الصورة، وبطبيعة الحال هناك من يسمع ويسترشد ويستفيد وهناك من يرفض، هي ذائقة ورغبة في التعلّم ومتى وقفت رغبة الإنسان عن التعلم، وسيطرت الأنا عليه تبدأ المشكلة.
أعتبر أن كل الأدباء والأديبات أصدقائي، وأحاول أن أكون بينهم ومعهم الأخ والصديق المنزّه عن كل شبهة وتهمة.
ـ والشق الثاني
لماذا لا يأخذ الأدب حقه من العناية وخاصة من الجمهور؟ بمعنى لماذا لا نجد جمهورا عريضا للأدب ولماذا لا يأخذ الأديب حقه المادي والمعنوي الذي يستحق؟ هل لتراجع الأساس القوي الثقافي دور أم أمور أخرى تلعب هذا الدور؟

... هناك أسباب كثيرة لا يمكنني الإحاطة بها جميعاً، لكنني قد أشير إلى أهم الأسباب كما أرى.
ليست المشكلة بالجمهور، وكذلك ليست بالأديب.. إن طغيان الصورة المرئية عبر وسائل الإعلام التي انتشرت انتشار النار في الهشيم وعلى كل المستويات وكل المسالك أصبح بمتناول اليد وعلى كل الأذواق، وهي صورة زاخرة بالألوان والإخراج والإثارة، وسهلة التناول. هذا سبب.. أما السبب الآخر المهم أيضاً فهو ضعف التوجيه سواء في محيط الأسرة أو المدرسة أو البرامج التدريسية مما تسبب في تراجع الرغبة بالقراءة وتراجع الكتاب على حساب معطيات أخرى أقل شأنا.
ولا ننسى ضغوط الحياة ومصاعبها، هناك أولويات في مسعانا إلى الحياة، فأنا لا أشتري كتاباً قبل رغيف الخبز أو قبل القميص أو قبل أي حاجة أساسية لحياتي، هنا يأتي الكتاب تالياً أو ربما عاشراً وبالتالي يتراجع دور الكاتب سواء بقراءة نتاجاته أو بحضور ندواته وأمسياته.
أما عن الحقوق المعنوية والماديّة فأنا أتصوّر أنها نسبية وقد يكون أمر على حساب أمر آخر فالأديب الذي يحترم نفسه وقلمه مبادئه ومسؤوليته لا بد أن يتحمل تبعات مواقفه، أما الذين يجعلون من أقلامهم وأفكارهم تبعاً للسلطان فهذا أمر آخر.
الأمر الأهم الذي أعتقد أنه وراء تراجع الأدب والكتاب والأدباء بل وكل شأن من شؤون حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو الشعور الطاغي بالهزيمة، وعدم الشعور بالانتماء للقيم والوطن، وكم نحن بحاجة إلى نصر كي يقوّم أخلاقياتنا.

وشكرا لسعة صدر كاتبنا
حكيم
أظنها فرصة طيبة لنتعرف ونعرف مرتادي منتدانا على ابرز الكتاب الفلسطينيين في اتحاد الكتاب العرب عندكم
مع جزيل الشكر
بنت الشام