بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
ريمه الخاني
ورحمته جل وعلا وبركاته
أما بعد ...
لك في البدء غيث الشكر وفيض التقدير على ما بسطتماه من مسك الحروف وطيبها، وأسأل من لا تأخذه سنة ولا نوم أن يهدينا سواء السبيل إلى كل لفظ منطوق نافع، وكل كلمة مخطوطة طيبة، تكون من جنس ما يفيد الناس ويمكث في الأرض، وأن يباعد بيننا وبين كل زبد يذهب جفاء وهباء منثورا ...
آمين يا رب العالمين
أما عن نقد الأدب العربي الحديث في البلاد العربية، فلا يسع القارئ والباحث والدارس المهتم إلا أن يسمه بطابع المحاولات الإجتهادية النقدية الفردية والجماعية، حتى إنه يبدو في كثير من الأحيان لمن يعمل النظر في هذا الباب، أن لكل ناقد أدبي سيرة متفردة أو مشتركة، ونهج مميز أو مستعار في ممارسته النقدية، وقد تشب تلك السيرة النقدية وذاك النهج النقدي وتشيب ويشيب بين مد المناهج النقدية الغربية وجزر التراث النقدي العربي تارة، وبين مد التراث النقدي العربي حينا وجزر المناهج النقدية الغربية حينا آخر، أو قد يشبان ويشيبان في أحضان النقد الأدبي الغربي الحديث، أو في رحاب النقد الأدبي العربي القديم، ثم كيف بناقد نقد الأدب العربي اليوم أن ينتهي إلى مدارس أو مناهج نقدية عربية محددة، وبالأحرى إلى نظرية نقدية عربية إسلامية، وقد اضطربت الرؤى، وتلاطمت الأهواء، وتضاربت المقاصد ..؟ فهل سيعثر على مدارس ومناهج نقدية في كتابات من ينتصرون لمبدأ (الأدب للأدب)، وأن لا غاية ولا هدف من الأدب سوى الأدب، ومن ينادون بالقطيعة بين الأدب والإسلام، لأن الدين يقيد الأدب ويحد من حريته، وأن الأدب أدب، سواء أكان عذريا أخلاقيا أم إباحيا ماجنا؟ أم سيعثر عليها في كتابات من يرون بأن للأدب غايات ومقاصد ووظائف أرقى وأسمى، وأن الأدب ما هو إلا وسيلة مسخرة للسمو بالإنسان وتطهير نفسه من الرذائل والأذران، وإنارة عقله وطرد كل عتمة دخيلة عليه، وأن الصلة والعلاقة قائمة بين الأدب والإسلام، وأن الأدب إذا تم فصله عن الإسلام ضاع ولم يعد أدبا في شيء، بل هو زبد سيذهب جفاء وهباء منثورا ...؟
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com