ولأنه بعــــــــيد
-1-
ولأنه بعيد
راح يلاقي الوقت الراحل في السماء
ولرحيله إيقاع الجسد،
حين يذبل تحت جفون القمر.
وهو بعيد....
يغرق في شفتيها، يحرق الرمال
يرتعش حين يخرج من صوتها الباهي
يندهش كيف سيبدو
إن عادَ إلى سيرته الشخصية.
ولأنه بعيد...
صار يلسع مساءات القلوب المهترئة
.... يرقع شقوق الخطوات المنطفئة
ورحت أتبعه
صار يعيد شروقه
ويفرش قصائده، ليقتفي رماله
فيبدأ الحصاد.؟
فليبتعد أكثر ....
فهو شقوق لرجل مثقل
فليرتعد أكثر...
فهوغيمٌ، بالمطرتجمّل
وليخرج مني، من جسدي الأعمى
أو يتركني وحيداً أعاشر صور الليل
فإني أذبل في السماء نجمةً
وفي الأرض وردةً أذبل..
ولأنه بعيد.... صار قريباً
ولأنه بعيد ....صار حبيباً
يطلق صوته ليرتدي ستائر قلبي
ويرحل في حقولها حلماً أجمل...
فليقترب منها ليرى الأشياء كغير عادتها
تشربُ من عينيها
تحطّ على يديها.
-2-
قطارا عينيه
سافرا دون وقود.
صارت الأرض ثقيلة من وداعه...
ومن دمعتين تحفران الخدود..
آه.. من هذا المسافر..
كيف يتركني خريفاً بين ذراعيه
وأنا مثل طائر
لا يعرف لغة الحدود.
قطارا عينيه عبرا فوق جسدي
صارا طريقي إليه.
آهِ من هذا المهاجر....
متى يعود ؟
كيف أنهض وهو كالبحر عميق،
تتكدس فيه المرافئ.
وأنا مطره..وفضاؤه الطريق..
والغيم دون لقاحه عقيم ،
وطريقه دون حبِّه مسدود...
فليفتح مساماته ..
ليخرجَ من حزنه العتيق..
كما تخرج من الصدف لآلئ
وليثقب ذاكرتي بريح تغسل الرماد...
فالعمر كبئر جدي يضيق يضيق...
سوف ينهض من قطارَي عينيه!!
ويغسل بيديه الريح والشواطئ.
قطارا عينيه
سافرا دون جنود..
وأنت أيها القلب الدافئ..
هل تقول وداعاً للورود...؟
أم تنتظر شعراً يكتمل بين راحتيه ؟
لن يكتمل العمر,لن يكتمل الشعر ..
دون يدين تلوحان من بعيد..؟!!
**** ****