يبدو أن الإخوة المعلقين أكثر طيبة من مستورد هذه المقالة إلى هنا، وهي مقالة تمارس الدجل والتزييف والكذب بأبشع الطرق وأسخفها، فـ(تونس) البلد العربي المسلم لا تمارس فيه هذه الممارسات بهذه الخلفية الذهنية غير المسلمة، فقد زرت تونس أكثر من عشرين مرة، وصليت الجمعة في الزيتونة مرات كثيرة، ويبدو صاحب المقال لا يعرف شيئا عن تونس ولا يعرف شيئا عن المذهب المالكي الذي تتبناه تونس مذهبا رسميا للدولة، شأنها في ذلك شأن بقية الدول التي تقول إنها (إسلامية).. يا سادة تأخير الظهر (والجمعة كالظهر طبعا) لا يحتاج لفتوى من صحيفة الرأي الأردنية، بل يحتاج منكم الرجوع الى كتب المالكية ورأيهم في تأخير االظهر الى قرب العصر ليتسنى للمصلين صلاتهما - ليس جمعا كما جاء في المقالة - ولكن بالقرب من بعضهما، فيصلى الظهر في آخر وقته، والعصر في أول وقته، وهذا إجراء مشهور عند المالكية المغاربة ولازالت تعمل به كثير من مساجد المالكية بالمغرب التي لازالت تحافظ على ذلك التقليد المالكي .. وبالنسبة لاستفادة الدولة من هذا التأخير في عمل الموظفين فهو عين الذكاء والعقلانية والحكمة في تسيير شؤون الدولة، ولا علاقة للعطلة بيوم الجمعة كما أوحى صاحب المقالة، فالدين الإسلامي لم يسم يوما الجمعة يوما عطلة رسمي...!!! لكن صاحبنا أراد أن يمارس ذلك، ويعيب على بعض الدولة تعطيلها يوم الأحد وهذا غاية في البدائية والغباء وعدم الفهم وخلط الأمور بعضها ببعض، فالعطلات يفترض بها أن ترتبط بالمنظومة العالمية لأننا في عصر نتعامل فيه مع الآخر كل لحظة.. وهذا شأن سياسي اقتصادي لا علاقة للدين فيه.. وما قيل عن منع الآذان فلا استطيع تصديقه لسبب واحد فقط وهو أن التونسيين مسلمون وعندهم من الغيرة على دينهم شأن اي شعب مسلم آخر ولا أعتقد أنني زرت تونس مرة ولم أسمع الآذان أو قيل لي أنهم منعوا الآذان.. ربما جرأة بورقيبة وقتذاك كانت تسمح للوضاعين السياسيين بوضع الأحاديث المكذوبة الأخرى عنه.. أقول ربما
أقول هذا.. لا لطمع ولا لخوف.. فأنا لست تونسيا، لكن يسوؤني الكذب وتزعجني بساطة الغالبية من المسلمين
أدام الله عليكم نور العقل والتمييز والبصيرة