منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 44
  1. #21
    أنظر الصفحة
    ... فحتى إن حاولت جاهدا أن أطلعك بأمانة وبمنتهى الدقة على فحوى ما قرأت في تلك الصفحة من الكتاب، وأن أحيطك بتفاصيل ما أحطت به دون مد أو جزر، فإني لا أرى لمحاولتي من مصير إلا الفشل، ولك الخيار في أن تصدق أو ترتاب، لكن كن على يقين يا صاح أنني قد صدقتك القول ...
    شك صاحبه في ما ألقى به إليه من حديث، ولم يطمئن إلى أساسه وصحته، وذهبت به الظنون مذاهب شتى في ما انطوت عليه تلك الصفحة من كلمات، وفي ما اشتمل عليه ذلك الكتاب من فصول، بل كاد يطعن في وجود ما حدث عنه أصلا ...
    أرى أنك قد استقبلت ما أفضيت به إليك موجزا بحظ غير يسير من الريبة، كما أقرأ في عينيك أنك تلقيته بكثير من الحذر، ولا أحسبك إلا قد تسرعت في الحكم على قيمة ما سردته عليك مقتضبا دون إسهاب، ثم إنك غير ملوم ولست بعاتب عليك، إذ الأمر غير هين ولا بسيط، ما دام من صنف ما لسنا بمعتادين على قراءته، وحتى تتمكن من قطع الشك باليقين، أحيلك على الكتاب المعلوم عنوانه بيننا، ولك أن تنظر الصفحة رقم ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  2. #22
    النبأ
    ... فما إن جاءهم صاحبهم بما أفضى به إليهم في كلمات معدودات، وهو ما لم يحسبوا له حسابا، ولم يشهدوا له من قبل جيئة ولا ذهابا، وكذلك لم يعهدوا له من بعد إقبالا ولا إيابا، حتى أطبقت عليهم هيبته، وعلى صدورهم جثمت وثبته، فارتجت أنفسهم وضاقت بالمجلس الذي احتواهم، وكرهوا بعدما تهافتوا على إجابتها دعوة من دعاهم ...
    صامت ألسنتهم عن الكلام، وأمسكت ثغورهم عن الإبتسام، فازداد السكون في المكان توقدا وشدا، وامتد في ما يحيط بهم مدا، وارتدت الحركة المنبعثة منهم بعد ان شبت واشتد عودها جزرا وضدا، ثم إن الضيوف التمسوا بأعينهم وجه من دعاهم للوليمة فردا فردا، فلم يعثروا له بين وجوههم على أثر أو رسم يعد عدا ...
    رمق بعضهم بعضا بنظرات خاطفة، عسى أن يفوزوا بحركة تذهب بما دهاهم وأملوا أن تكون شافية، وأرهف كل منهم السمع لعله يظفر بكلمة للهم والكرب كاشفة، أو حتى بهمسة لجبل الوجل ناسفة، لكن أبصارهم خابت، وبنات الشفاه بعيدا جدا في أعماقهم رست بعد طول إبحار وهامت، فتسارع خفق القلوب مثيرا عاصفة، ولم تطق الأبدان ما ابتليت به فأصبحت ترتعد راجفة ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  3. #23
    الحفرة
    ... وكان لهم في ما صنعت أيديهم إصباح معتم، وممسى مظلم، ومبيت كالليل البهيم، فأما إصباحهم فلم يكن لديهم سوى من قبيل الضيق والشقاء، وأما ممساهم فبلغوا فيه قمة النصب والعناء، وأما مبيتهم فأدرك بهم منتهى السهاد والرعب والعقبة الكأداء، ونالهم من العذاب ما نالهم وظلوا يتقلبون فيه سواء ...
    لم يكونوا يستعجلون في ما دأبوا عليه إلا الشر، وكم كانوا يجبرون أفئدتهم على أن تخفق غصبا بالحقد والعداوة والمكر، ويكرهون ألسنتهم على رشق سهام مسمومة ممقوتة يصوبونها إلى أعين المعروف والخير، ثم كم أصروا على أن يمكث شزر بغضائهم وظلمهم الكريه، ما داموا على قيد الحياة، حربة باطل مسددة إلى صدر الحق من مغيب الشمس إلى بزوغ الفجر ...
    آثروا الضلال على الهدى، فخاب سعيهم إذ صموا آذانهم عن سماع وعظ الردى، وضاعت حياتهم في ما ضرهم ولم ينفعهم سدى، فلم يظفروا لأصواتهم المنكرة بأي صدى، وكانوا يحسبون المجد، قبل أن يدركهم الموت، في نشر الطغيان وإلحاق الأذى، وأن الذكر سيخلد لهم دون سواهم من الخلق سرمدا، وتناسوا في ما بينهم أن كل صغيرة وكبيرة قد أحصيت وعدت عدا، وأن الحساب العادل والجزاء الأوفى سيكون غدا ...
    د. عبد الفتاح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  4. #24
    الخسران
    ... فأقبل قاصدا عابثا يجني ما يضره، وانبرى متعمدا متهورا يحصد بنهم شديد ما لا ينفعه، ثم ود ظالما لنفسه لو أن بينه وبين زمن استقامته أمدا بعيدا، وحسب الفوز الكبير في المكر والغدر والخديعة، وظن الربح الوفير في الظلم والعدوان ...
    ضاق صدره بما تلقى سمعه من النصح الجميل، وصم أذنيه مطلقا عن سماع كلمة الحق، وأجرى على لسانه لفظ الباطل، فاستبشر خيرا بما دأب يمسي عليه ويصبح من سيرة، وحسب النجاة في ركوب أهوائه والمعاصي، وأن غيث الصواب لم يخطئ أرضه، فغدا يصرخ في وجههم كلما خاطبوه بلسان النهي: ذروني وشأني ...
    ثم إن هذا العبد الضعيف يا سادة، اختار لنفسه بعد الإهتداء ظلمة الشقاء، ونأى بها عن نور السعادة، فصار وجهه مسودا واغتربت في حياته العبادة، واتخذ في يقظته من شنيع القول وقبيح الصنيع ألف عادة وعادة، وضروبا شتى من الأذى وزيادة، واقتفى أثر الخير بالشر عدوانا بلا هوادة، وتعلقت نفسه الأمارة بالسوء بكل ضلالة كتعلق الرأس في منامه بالوسادة ...
    مكث وحيدا معزولا في عسر مقيم، وانفض من حوله كل صديق وحميم، وانكب على وجهه في غابة الخسران يحتطب بفأس الغواية شوك الفساد وكل عمل عقيم، فلم يخفق فؤاده بالخير والمودة يوما ولا بالذكر الحكيم، ولم تفض عيناه بالدمع حزنا وندما لا في النهار ولا في الليل البهيم، بل جنى على نفسه وخاب إذ دساها في وديان الظلمات حيث ظل يهيم ...
    والآن قد أوشك ما قصصناه عليكم يا سادة يا كرام على نهايته والتمام، وإني لأسأل الله تعالى ذا الجلال والإكرام، أن يرزقكم وإياي حسن الختام ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  5. #25
    قصص متميزة بطابعها السردي المتميز ووصفها المحكم....منفتحة على الوجود حبث تصبح الكتابة لذة معرفية لا تعادلها لذة...وتصبح الكلمات مرايا للذات وللكون...
    انها رؤى متعددة الدلالات عميقة المعاني واسعة الفهم...تتحرك ادوات السرد بقوة في اتجاه البناء السردي للشخصيات...انهانفحات صوفية تستحضر الذاكرة وتنعش القارئ لفهم الكثير من الاحداث والوقائع.
    لك تحياتي.
    خالد عبداللطيف/ المغرب

  6. #26
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام الله عليك أخي الكريم
    خالد عبد اللطيف
    ورحمته جل جلاله وبركاته
    وبعد ...
    لك من أخيك أبي شامة المغربي جزيل الشكر ومسكا وطيبا، ولك منه جميل التقدير وعطرا ونبض أخوة حبيبا، على ما تألق من حروفك المزهرة، وأشرق من كلماتك المقمرة في سماء هذه الجزيرة القصصية ...
    حياك الله
    عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  7. #27
    الى الفاضل ابو شامة المغربي شكرا على التواصل ولنا لقاء ان شاء الله.

  8. #28
    خاتمة الأحزان
    ... فكان آخر ما انساب برفق على مسمع منها، وجرى رطبا على اللسان بغير صخب، عذبا كالماء الزلال، قولهن لها: إنا لله وإنا إليه راجعون، ففاضت عيناها بالدمع، وهي جالسة تحيط بها السكينة من كل جانب، وينطق صمتها بالوقار، ومحياها مشرق بالطمأنينة والإيمان ...
    ما أصابها من ابتلاء اليوم لم يكن الصبر عليه يسيرا، ولا بالأمر الهين على النفس تحمله، وكل ما لقيته منذ صباها، وعندما شبت، وحتى بعد أن صارت من قرينات النساء، لم يكن من قبيل تلك الحوادث التي تمر على استحياء مطرقة مرور الكرام، ولم يكن على شاكلة تلك المواقف التي سرعان ما يطويها النسيان ...
    أما هي فلم تكن ممن يبتن حتى يدركهن الصبح، وهن يخطن من أحزانهن حللا يلبسنها قصد التباهي بها أمام غيرهن، ولم تكن ممن يتخذن من آلامهن حلية يتزين بها إثارة للأنظار، أو زخرفا يتباهين به رياء في حياتهن، ولكنها ظلت تقرأ كل مصيبة تصيبها بعين التأمل والتدبر، وترهف السمع إلى كل ما تعانيه بأذن البصيرة والفراسة والتفكر ...
    انتبهت في خلوة مع نفسها، والقرآن الكريم محمول برفق بين يديها، إذ قرأت: ألا بذكر الله تطمئن القلوب؟.. فرفعت عينيها مستبشرة، والعبرات مسترسلة منهما، ثم قالت: بلى ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  9. #29
    مسرحية
    ... ثم إن القاعة غصت بمن قدموا إلى المسرح يريدون الفرجة التي وعدوا بها من قبل، ومشاهدة ما سيتم عرضه على الخشبة من مواقف وأحداث، فما إن حل وقت العرض المسرحي حتى سمعت الطرقات الثلاث، وعلقت أنظار الحاضرين بالستارة السوداء، وهي ترتفع على مهل لتسفر لأصحابها عن ستارة رمادية، فساد القاعة صمت الإستغراب، وعلا هدوء الفضول سائر الوجوه الناظرة ...
    وتبادرت في زمن قصير إلى الأذهان كثير من الإستفهامات والتوقعات، وجالت فيها العديد من الصور والتخيلات، لكن الأعين سرعان ما ازدادت تعلقا بالستارة الرمادية، وهي تسحب ببطء شديد نحو الأعلى، لكنها أفضت بهم إلى ستارة ثالثة بيضاء ...
    ضجت القاعة باستنكار المحتجين، وصخبت بأصوات المتذمرين المشتكين، وكاد أكثر من في الجمع أن يغادر المكان مقسما بعدم العودة إليه، إلا أن الصمت والهدوء عادا بغثة من جديد، ليبسطا جناحيهما على أرجاء القاعة، عندما بدأت الستارة البيضاء تعلو ببطء أشد مله المشاهدون، فظنوا بعد طول انتظار وشدة يأس أن أعينهم ستقر أخيرا برؤية المشهد الأول من المسرحية، لكن المفاجأة أطبقت بوثبتها عليهم، إذ رأوا الستارة السوداء تسدل بسرعة، وسمعوا مناديا ينادي خلفها أن قد انتهى العرض المسرحي ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

  10. #30
    صندوق البريد
    ... فما إن يبلغ صوتها المميز المألوف لديه سمعه، حتى ينبعث متأهبا من مكانه، وكأنه تنبه إلى ما لم ينتبه إليه من هم بالقرب منه، أو كأنه تلقى إشارة لا يفهم أحد ما تدل عليه سواه، ولا يفقه مدى تأثيرها في نفسه غيره...
    يقترب الصوت شيئا فشيئا، وقليلا قليلا يزداد قوة ووضوحا، وكلما دنا من سمعه واشتد، تسارعت خفقات قلبه، وانتابته حال لا يدعي انفراده بها، ولا يزعم أنها وقف عليه، إلا أنه لا يملك لها تفسيرا أو تأويلا ...
    ثم إن ذاك الصوت الزائر في كل يوم مرة واحدة، قد يقف مليا أمام باب البيت الذي يسكنه وقد لا يقف، وقد يصاحبه طرق على الباب، مرفوقا بكلمتين لا ثالثة لهما، يعلن بهما صاحبهما عن طبيعة عمله، وقد يمكث ذات الصوت وحيدا دون طرق باليد وإعلان باللسان ...
    ساعي البريد .. عبارة يجد لها في أذنيه نبرة مميزة، ويعثر لها في نبضات فؤاده المتسارعة المتسابقة على أصداء محببة إليه، فما إن تمتد يده لتلقي بأصابعها نظرة على ما جد في باطن الصندوق الخشبي من جديد، مما ينتظره ويترقبه، أو مما قد يفاجئه، حتى تلحق بها عيناه دون إبطاء، لعلها تفوز بخبر سعيد ...
    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مجموعة قصصية /السر المفقود
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-16-2016, 05:37 PM
  2. لوليام سارويان و مجموعة قصصية مدهشة
    بواسطة ريم بدر الدين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-24-2013, 02:43 AM
  3. صدور مجموعة قصصية مشتركة
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-15-2012, 05:39 AM
  4. مجموعة قصصية جديدة/الهالوك
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-18-2011, 04:18 PM
  5. تاريخ جرح مجموعة قصصية رائدة
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-29-2007, 08:02 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •