************************
الشاعر الناقد المعلم
محمد الشحات محمد
لكم التحية وللأساتذة الأعضاء الكرام كل التقدير***
وطبعاً أرحب بدخول "بوسي" وأدعم موقفها
لأني - وعلى اتساع القلوب العربية الطيبة -
أراها في كل مكان ... مع أني أخشى عليها ريح الباب الأزرق
***
أما الآن فنحن نتحدث عن قصة شاعرة ..
طلب مبدعها ومؤسس جنسها الأدبي التعليق على بعض العناصر بها
كدعوة لتنشيط الفكر وجمع الآراء والاتجاهات
وهذه سمة مميزة في محمد الشحات محمد في كل مجالاته الحياتية
وهي فكرة الجمع .. أو بمعنى أدق تأصيل التوحد..
وأظن ذلك المنطلق لتأصيل جنس أدبي يوحد القص والشعر في كيان قوي لا يزعزعه محاربة جاحد...
ومن هنا كان المضمون والتصوير في رباط دائم،
فالمضمون تصوير لواقع تملأه الاستعارات والكنايات حتى تكاد لا تعلم ما هو المشبه وما المشبه به
والتصوير يحمل بين ثنايا أركانه مضامين كثيرة تختلف باختلاف فكر القاري واتجاهه
فتفاعل المضمون والتصوير ليخرج هذا الشكل كي يسير على نفس منهج المؤسس في النص ككل
وبينما يصعب علي شخصياً تحديد موضوع واحد تحمله القصة، فكما أرى الأسرة ومعها الهموم الخاصة،
أرى أيضاً الهموم القومية والوطنية وتحديات المستقبل بعبقرية "مكرسكوبية" من المؤلف -
أرانى مستقراً على مضمون واحد أو "تيمة" تجمع كل هذه الموضوعات في بوتقة واحدة
تتمثل في صراع أخذ وصف الأبدية ..
مع أن حله يتمثل في عودة حقيقية لأصول لاقت كثيراً من الاضطهاد والتجاهل والتخميد
ثم التقى الوزن الشعري والسرد والرسالة في التفاعل الواضح من خلال الاحتفاظ بوزن ثابت
مع التزام الدوران الشعرى بلا قافية ولا سجع
في تلاحق أحداث يجعل من القارئ منتجاً لفهم مختلف لتتحقق رسالة المؤلف
بتحويل المتلقي من مستهلك للعلم إلى منتج ومبتكر
وبذلك يتضح دور الرمزية ومدى تماسها مع الأحداث الحياتية،
فكما أن الموضوعات مختلفة وتبدو متباعدة، فإن الرمز له وظائف متباينة بتباين عين القارئ،
ولكل رمز حيثيات لاختياره
فمن يقول إن "بوسي" هي القلب العربي الذي واجه ثقوباً وثغرات كثيرة في أبواب الخير ببيته العريق،
وتدور بين نذالة الإخوة وطمع الجيران ...،
ليس كمن يقول إن "بوسي" هي المستعمر الذي استوطن البيت وأخذ يثبت أركانه،
حتى أن جهود صاحب البيت لإيجاد منفذ لممارسة الحرية - ولو من ثقب باب -
تعتبر خروجاً عن القانون ويعتبر هو مقلقاً للأمن مع أنها تملك قمحه ومفتاح بابه
ولا تجهل تخطيط الجار، بل تستغله كما استغلت استسلام الإخوة لصالح قضيتها.
وهذا مع كل الرموز .. مع احتفاظ بعض الرموز بدلالات مميزة منها الألوان والأسماء...
ومع كل تأويل لرموز القصة الشاعرة ياتي موضوع جديد ليفرض نفسه على فكر القارئ
فيبحث من جديد عن علاقات ومرجعيات تؤدي به إلى الرؤية الأوضح والحل الأنسب
وحتى اختيار اسم السورة من القرآن الكريم والذي يتكرر في النص، فله أصوله في سورة البقرة ..
كأن المؤلف يقول للقارئ " إذا قرأت سورة البقرة وأنت لها واعِ .. ستصل إلى حل العقدة"
****وأخيراً .. أرى في القلب منادياً لروح القصة الشاعرة بمفهومها الشامل
وأرى في العقل مرتعاً لأفكار ولدت على يد بوسي وبابها الأزرق
***
**
*تحيتي
أحمد السرساوي