نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الطريق إلى العريش
**************
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
بوابة محافظة العريش
***************
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
سيارات محملة بالمؤن متوجها إلى العريش
**********
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مدخل مدينة العريش



الانطلاق:
انطلقت العربات بعد صلاة الفجر من منطقة مصر الجديدة لتأخذ طريقها إلى العريش.. وركبت مع حسام العكاوي في سيارته وبمجرد انطلاقنا وسط هدوء القاهرة في هذا الوقت المبكر من الصباح وخشية أن يغشينا النعاس أدرنا أحد أشرطة الكاسيت بمشغل السيارة... فجاء صوت عبدالحليم حافظ...

"جبل الجرانيت إتشق... وفي بحر النيل إتزق
ما في حاجة تقول لنا لأ... إيش حال يوم تحريرنا فلسطين
خطتنا خلاص في إيدنا..
وحزين يا للي تعاندنا بتعاند جبارين
والتوبة التوبة نصبر على غدارين
وحياة الدم الغالي وحياة عرق الجبين
توبة ما عاد فيها مجاملة خلاص....


كانت السيارة تنهب الطريق وكأن هناك ما يشدها بقوة نحو أرض سيناء يجذبها فيجبر مؤشر سرعتها على الوصول إلى نهاية تدريجه....
وعند مدخل الإسماعيلية كانت الشبورة الصباحية في غاية الكثافة حتى أننا اضطررنا للسير على أقل سرعة ممكنة و نلتزم بلون الخطوط الفاصلة فالرؤية لم تكد تتعدى المترين... نحو كيلومترين قطعناهما كسلحفاة تزحف وسط نفق مظلم لتفاجأ بأن أمامها شاحنة ضخمة أو عربة أخرى.... وزئير الشاحنات يدوي حولنا....
وشاء ستر الله ورحمته أن تشملنا عنايته فلا نلقى مصير سيارات عديدة ألقى بها بحر الطريق على جانبيه....
وأكملنا الطريق إلى العريش 450 كيلومتر قطعناها في ثلاث ساعات ونصف...
واستمر غناء عبدالحليم في أغنية أخرى....


قلنا يا زعيمنا قلوبنا أهيه...
أيامنا أهيه ليالينا أهيه
في يوم الدم وهبنا الدم
هنبخل بالليالي ليه

ومع مشرق الشمس دخلنا إلى قلب مدينة العريش تسبقنا الكثير من الشاحنات التي تدفقت من محافظات مصر القريبة حاملة كل أصناف المؤن والبضائع والمستلزمات...
أوقفنا السيارات الثلاث عند بيت "العكاوي" في قلب ميدان النصر الميدان الرئيسي في العريش..
وكان أول ما فعلناه أن وقفنا ومعنا مجموعة من آل العكاوي في العريش لنقوم بتوزيع كل ما جلبناه معنا...
لم نكن وحدنا المصريين الذين أتوا حاملين الهدايا إلى إخوانهم الفلسطينيين... فقد سبقنا البعض إلى ذلك ... فالكثير من أهل العريش احتضنوا إخوانهم واستضافوهم خلال ليلة إقامتهم الأولى في وطنهم مصر...