الرئيس الأسد يفتتح فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية :
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وزارة الثقافة السورية ـ بدمشق :
افتتح الرئيس بشار الأسد وعقيلته أسماء الأسد احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 رسميا بدار الأسد للثقافة والفنون بحضور الرئيس التركي عبد الله غول، و أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته ، والرئيس اللبناني السابق أميل لحود وعقيلته والأمين العام للجامعة العربية عمر موسى . وكانت احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 قد انطلقت باحتفال جماهيري بالخامس عشر من الشهر الحالي.
من دمشق انطلقت رسالة الديانات :
أشار الرئيس الأسد بكلمته لموقع دمشق على الساحة العربية بقوله " لدمشق معنى كبير وكلي حاضر بالوجدان العربي بوصفها مدينة الثراء الروحي ومنبعه ومبدعته "، وتابع بالقول " أين اتجهت بعاصمة الدنيا دمشق تعطرك برائحة الزمان الإنساني المنتشرة فيها، فالدروب التي سار عليها بولس الرسول مورقة بالمحبة التي زرعها، وبواباتها تفتح صدرها لكم والبسمة في عيونها وخالد فاتحا ذراعيه على بابها الشرقي يعانقكم بمحبة " .
وأكد الرئيس الأسد على دور دمشق الإنساني بالقول " وكما أن قدسنا هي درب من مروا إلى السماء ، كذلك دمشقنا هي درب السماء للعالمين فمن دمشق انطلقت رسالة السيد المسيح للعالم ، ومن دمشق انتشرت رسالة النبي محمد (ص ) فكنيسة القديس بولس والجامع بني أمية رمزان ساطعان على قوة الحب بدمشق ".
ا لرئيس الأسد " دمشق تفتح قلبها لمن يحمل قلبه وتغلق أبوابها لمن يحمل سيفه "
نوه الرئيس الأسد بالدور القومي لدمشق " من دمشق سطعت الفكرة القومية العربية، ومنها انطلقت الأهداف العظيمة والآمال الكبيرة ، وانتشرت ثقافة الأمل بالمستقبل وثقافة الرفض لكل أثار الاستعمارين القديم والجديد " وأضاف " كانت دمشق وما زالت موطن الالتزام الخلاق بقضايا الأمة وأهدافها ومستقبلها ".
ووصف الرئيس الأسد الثقافة العربية " بالعروة الوثقة والرابطة التي توحد أمالنا و ألامنا ، وإنها أهم عامل يحد من أثار التجزئة السلبية على الوطن العربي الكبير، وهي العامل الهم التي يجعلنا حاضرين في هذا العالم رسوخها،وعمق جذورها هو عاصم الأمة من الانهيار أمام طوفان الأفك ار الهدامة والسد المنيع أمام ثقافة الهيمنة والقتل والتدمير ".
واعتبر الأسد بأن مجابهة التحديات المطروحة تتطلب العمل على تحقيق أمن ثقافي عربي، يكون جزءً أساسياً مكملاً للأمن القومي العربي، و يهدف لصيانة الهوية الحضارية للأمة العربية وتزويد أبنائها بالأدوات المعرفي ة الملائمة للمحافظة عليها . وتابع بالقول " رسالتنا رسالة العروبة رسالة الخير والإنسانية وعطاؤها الحضاري ثمرة عطاء جميع الشعوب التي تعارفت على أرضها، والتي يشرق وجهها بجميع الألوان التي تألقت على محيا أبنائها فأبدعت فكراً وأدباً وفناً وعلماً وموسيقى وأنجبت رموزاً للثقافة الإنسانية عربية الوجه والقلب واللسان ".
وأضاف " الثقافة العربية تقيم علاقة حب وانفتاح مع ثقافة الآخر ودمشق أنموذجاً في ذلك فهي تفتح قلبها لمن يأتيها حاملاً قلبه وتغلق أبوابها أمام من يأتيها حاملاً سيفه ".
دمشق عاصمة المقاو مة وسمة أصيلة من سمات الثقافة العربية :
واعتبر الأسد بأن الاحتفال بالعواصم العربية هو رد صريح ومباشر على الكثير من الأسئلة الاستنكارية، التي يطرحها الانعزاليون ومأدلجوا التجزئة من قبل التشكيك بثقافة عربية أصلاً، في ظل وجود هذا العدد الكبير من الدول العربية ".
وقال الأسد " فشلت محاولات بعث تاريخ قديم هنا و تاريخ قديم هناك، واعتباره تاريخاً خاصاُ وإيجاد مبرراً تاريخي للتجزئة وفشلت محاولات قص ما يشاءون من تاريخنا المشترك، بجعله سمة من سمات هذا القطر أو ذاك ". ورأى الرئيس الأسد دمشق بعاصمة المقاومة بوصفها سمة أصيلة من سمات ثقافتنا العربية، ثقافة الحرية والدفاع عن الحرية ثقافة المقاومة ، هي ثقافة الإبداع فحريتنا شرط لإبداعنا ولا يمكن أن ينفصل الإبداع عن الحرية .
وتابع الأسد بالقول " دمشق عاصمة للثقافة العربية درس عظيم وعميق دال على حوار الثقافات وتعايشها ، ورمز لوحدة التنوع رمز على تنوع الحياة وبرهان قاطع على عقم فكرة صراع الحضارات وإفلاسها " . وشدد الرئيس الأسد على تواصل الثقافة العربية مع ثقافات العالم المختلفة ، وبشكل خاص تلك التي تفاعلت معها الثقافة العربية كالثقافة التركية ، ونوه الرئيس الأسد بحضور الرئيس عبد الله غول افتتاح احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 .
وأشار الرئيس الأسد للمهام الشاقة التي تعترض طريق سورية ، والتي تحتاج لزمن طويل لتحقيقها وقال " من يتطلع لصناعة تاريخه لا ينظر للوراء، ولا يتشاءم من حجم المتاعب التي تعترض طريقه بل يتجه إلى الأمام واثق الخطى مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن باهظاً فالأهداف العظيمة تحتاج لنفوس عظيمة " . وختم كلمته بالقول " صحيح أن دمشق تزهو بوردها الشامي وترش على القادمين إليها حباً عطر ياسمينها ، وتسقي العطاش من ينابيع مياهها العذب، لكن لدمشق سيفاً ينتسب إليها سرعان ما .تشهره في وجه الطامعين بها وفي وجه اللذين يريدون بها سوءًا "