و أَينعَ زَهرُ الحُبِّ
شعر : د. جمال مرسي
كنت قد أهديت هذه القصيدة بكل الحب للحبيب : د. عبد الرحمن السليمان مع طاقة بنفسج لا يذبل .. فأحببت أن تشاركوني نبضها
لن يَحجُبَ الغَيمُ نُورَ البَدرِ في الظُّلَمِ=و لن تَنَالَ كُراتُ الطِّينِ مِن هَرَمِ
إنَّ البُغاثَ إذا ما قارَبَت أُفُقاً=مُلكَ النُّسُورِ ، هَوَت مِن حُرقة الرُّجُمِ
و الذَّرُّ إن تَنمُ في جنبيهِ أجنحةٌ=لن يستطيعَ بها طيراً إلى القِمَمِ
فَنَم قَرِيرَ جُفونٍ ، أنتَ في دعةٍ=و عينُ شَانِيكَ فِي سُهدٍ ، فَلم تَنَمِ
فَكَّرتُ فِي عَالمٍ قَد مَاجَ مُضطَرِباً =دِماؤُهُ اْختَلَطَت فَوقَ الثَّرى بِدَمِي
فِي غَزَّةَ اْنتفضَ الأَبطالُ ، تَسبِقُهُم = أَرواحُهُم لِجِنانِ الخُلدِ و النِّعَمِ
و القُدسُ في شَمَمٍ ضَجَّت مَآذِنُها=فَهَلَّلَت مُهَجُ الحُجَّاجِ في الحَرَمِ
اللهُ أكبرُ يا أَقصَى ، فَهَل جَنَحَت=عَنكَ العُقُولُ إلى التَّشهِيرِ بالكَلِمِ
اللهُ أكبرُ يا بَغدادُ ، هَل رُمِيَت=جِراحُ دِجلَةَ في بَحرٍ من الظُّلَمِ
و صارَ هَمُّ بَنِي الأَوطَانِ وا أَسَفِي=نَهشَ الأَدِيمِ و قَرمَ اللَّحمِ في نَهَمِ
قامَت قِيامَةُ غَربٍ رَامَ نَهضَتَهُ=و نَهضَةُ العُربِ في الأَوحَالِ لَم تَقُمِ
يا يَاسَمِينَةَ قَلبِي ، حَرِّرِي لُغَتِي=كي أُطلِقَ الحَرفَ مِن قِيثَارَةِ النَّغمِ
أَحبَبتُ عَينَيكِ يا مِصرَ التي سَكَنَت=قَلبِي ، و أَينعَ زَهرُ الحُبِّ فَوقَ فَمِي
و يا شَآمُ اذكُريِني عِندِ صَاحِبِنَا= و بلِّغِيهِ سَلامَ النِّيلِ و الهَرَمِ
قُولِي لَهُ : أَنتَ فِي قَلبِ "الجمال" مَدَىً=مِن الجَمَالِ و فِي عَينَيهِ كالحُلمِ
رأيتُ فَارِسَهُ لَم يَحنِ هَامَتَهُ=إلاّ لِخالِقِ هذا الكَونِ مِن عدَمِ
سيفُ الكَرَامَةِ في يُمناهُ تَسبِقَهُ=كَفُّ تَخضَّبَ بِالنِّسرِينِ من كَرَمِ
" يَاسينُ " أَغبِطُ حَرفَ الياءِ إذ نَبَسَت=بِهِ شِفاهُ أبٍ في النَّاسِ محترمِ
نهرٌ من العِلمِ لَم تَنضَب مَنَابِعُهُ= لا زِلتُ أَنهلُ مِن سَلسَالِهِ الشَّبِمِ
قَد شَادَ فِي قَلبِهِ للخَيرِ جَامِعةً =يحَارَ فِي وَصفِهَا ـ مِن عَجزِهِ ـ قَلَمِي
اُسكُبْ لَهُ يا ابنَهُ قولاً بِمِسمَعِهِ : = " دَع من أساءَ لجبارٍ و مُنتَقِمِ "
و ارجع فأرضيَ بعد الهجرِ مُجدِبَةٌ=تَرنُو إلى قطرةٍ من غيثِكَ العَمِمِ
27/12/2007 م