كيف تستخدمون عقلكم الباطن في الصفح ؟
إن التسامح مع الاخرين مهم من أجل تحقيق السلام العقلي و الصحة المتألقة ، إذا كنت تريدون الصحة و السعادة فسامحوا كل شيء يتسبب في الاضرار بكم .. سامحوا أنفسكم بجعل أفكاركم تنسجم مع القانون المطلق لعلقكم الباطن ..
إنكم لن تستطيعوا أن تصفحوا عن نفسكم تماماً حتى إذا سامحتم الاخرين أولا ..
ويؤكد الطب النفسي الجسدي على أن التوتر المستمر و الاستياء وإدانة الآخرين وعدائهم وراء الكثير من الامراض ابتداء من التهاب المفاصل إلى مرض القلب .. وينظر الطب النفسي إلى هؤلاء المرضى الذين تعرضوا للضرر و سوء المعاملة أنهم ممتلئون بالاستياء و كراهية هؤلاء الذين أوقعوا الضرر بهم وهذا سبب لهم جراحاً في عقلهم الباطن ..
وهناك علاج واحد لهؤلاء ألا و هو ضرور إزالة هذه الجراح بالتسامح ..
وإن العنصر الاساسي في فن التسامح هو الرغبة في التسامح .. ومسامحة من أساء إليكم لا يعني بالضرورة أنكم تحبونه و تريدون التعاون معه .. فلستم مجبرين أن تحبوه او تتعاونوا معه ..
وعلى ذلك ، نستطيع أن نحب أناسا دون أن نرغبهم .. والحب يعني أن تتمنوا لمن أساء إليكم الصحة و السعادة و السلام و السرور وكل مباهج الحياة .. وهناك شرط واحد وهو الاخلاص .. سامحوا لاجل أنفسكم إن لم يكن من أجل من أساء إليكم ..
سأعرض عليكم طريقة بسيطة يكون مفعولها رائعاً في حياتكم إذا مارستموها ..
استرخوا .. وفكروا في نعم الله عليكم .. وفي مباهج الحياة .. وكل منكم يكرر هذه العبارة ..أنا اسامح وبحرية ( ثم اذكروا اسم الشخص الذي تريدون مسامحته ) أنا أبرئه عقلياً وروحياً ، أنا متسامح إزاء كل شيء ، إنني حر وهو حر ، إنه شعور عجيب ، إنه يوم العفو العام ، إنني اسامح كل شخص آذاني و أضرني ، و اتمنى له السعادة و الصحة و السلام و كل مباهج الحياة ، إنني أفعل ذلك بحرية و سعادة ، إنني أسامح من أعماق قلبي ..
وكل واحد منكم إذا فكر في الشخص الذي أساء إليه أو ضره .. ليقل .. سامحتك من أعماق قلبي .. اتمنى لك السعادة والسلام و كل مباهج الحياة .. وليس ان يقولها مجرد عبارات لا بل في اخلاص .. وسيجد بعد أيام قليلة انخفاض التفكير في هذا الشخص او التجربة و يصبح التفكير اقل و اقل حتى يتلاشى تماماً..
صدقوني شعور رائع تشعرون به عندما تسامحون الاخرين ..
إذا قلت للأحدكم أخبارا سعيدة بشأن الشخص الذي أساء إليه او أخطأ معه أو خانه .. فغضب .. فهذا يعني أن جذور الكراهية ما زالت موجودة في عقله الباطن .. وأنه لم يسامحه بعد ..
لنفترض أن أحد ما كان يعاني من آلام مبرحة بيده اليمنى منذ عام .. فإذا سألته بالصدفة ما اذا كان ما زال يعاني من هذه الالام الان .. فسيقول لا .. أنا أتذكره ولكن بدون ألم ..
وهذا ما يحصل مع الصفح .. عندما تصفحون عن الاخرين باخلاص .. قد تتذكرون التجربة المؤلمة بالنسبة لكم لكن بدون ألم .. أما اذا تذكرتم التجربة مع الألم .. فهذا يعني أنكم تخدعون أنفسكم .. ولم تمارسوا جيدا فن التسامح ..
_ _ _ _
كيف يزيل اللاوعي العوائق العقلية ؟
سؤال نبدأ به حديثنا .. هل تعلمون كيف تتخلصون من عادة ما أو تكتسبون عادة ما ؟
العادة هي وظيفة العقل الباطن ، فإذا تعلمتم مثلا السباحة و ركوب الدراجات و قيادة السيارة وبفعل هذه الاشياء بتعمد و الشعور بها مراراً و تكراراً حتى تترك أثر في العقل الباطن .. حينئذ تحدث هذه العادة اوتوماتيكياً من عقلكم الباطن .. وهذا ما يسمى أحياناً بالطبيعة الثانية و التي هي رد فعل عقلكم الباطن على تفكيركم و عملكم ..
إذا كانت لديك عادة سيئة .. وتريدون التخلص منها .. عليكم أولا أن تعترفوا بوجودها فيكم .. لا تتجنوا الاعتراف .. وإذا كانت لديكم الرغبة الحقيقة في تخليص أنفسكم من أي عادة سيئة .. فإنكم قد تخلصتم منها بنسبة 50% .. فالرغبة الحقيقية هي نصف العلاج ..
يجب أن تدركوا ان معاناتكم سينتج عنها شيئ طيب .. يجب أن تدركوا ان قوة عقلكم الباطن تساندكم .. يجب ان تتخيلوا فرحة التحرر ( من هذه العادة ) تنتظركم ..
هناك ثلاث خطوات سحرية .. تساعد كل منكم في التخلص من عاداته السيئة ..
الخطوة الاولى : استرخوا و ادخلوا في نوم ونعاس .. وهذه الخطوة تمهيد للخطوة الثانية
الخطوة الثانية : خذوا عبارة صغيرة و كرروها مثلا عبارة ( انني أتخلص من هذه العادة ) .ز ركزوا أكثر وامنعوا عقولكم من الشرود .. افعلوا ذلك لمدة خمسة دقائق أو أكثر .. ستجدون استجابة عميقة ..
الخطوة الثالية : قبل الذهاب إلى النوم .. مباشرة .. استرخوا و اغمضوا أعينكم .. تخيلوا صديقاً لكم أو شخصاً تحبونه أمامكم .. وهو يقول ( تهانينا ) تخيلوا الابتسامه على شفاته .. واسمعوا الصوت .. تخيلوا لمسة اليد ..كل شيء يبدو حقيقياً .. اسمعوها مرارا و تكرارا حتى تحصلوا على رد الفعل المرضي لعقلكم الباطن ..
_ _ _ _
كيف تستخدمون عقلكم الباطن في إزالة الخوف ؟
قيل أن الخوف هو العدو الأعظم للانسان ، فالخوف وراء الفشل و المرض و العلاقات الانسانية السيئة ..
قال فيلسوف ( افعل الشيء الذي تخشاه و بذلك يصبح موت الخوف مؤكداً ) .. أي مثلا عندما يخاف أحدكم الوقوف أمام جمع كبير من الناس .. فليفعل ذلك ويقف أمامهم .. وبذلك يحارب الخوف الذي بداخله ..
عندما تأكدون بايجابية أنكم ستتغلبون على مخاوفكم وتصلون إلى قرار حاسم في عقلكم الواعي ..فبذلك تطلقون قوة اللاوعي التي تتدفق استجابة لطبيعة تفكيركم ..
هناك نوعين من الخوف الخوف الطبيعي والخوف الغير طبيعي .. الخوف الطبيعي مفيد ..لانه بمثابة نظام انذار زودكم به الله عز وجل كوسيلة للحفاظ على النفس .. أما الخوف الغير طبيعي سيء ومدمر .. فهو يسبب العقد النفسية ..
هناك وسلية بارعة للتغلب على خوفكم الغير طبيعي ..
لنفترض أن أحد منكم يخاف الماء .. اذا كان يخاف من السباحة .. فليبدأ بالجلوس لمدة خمسة دقائق أو عشرة دقائق .. ويتخيل بأنه يسبح بالفعل يشعر بالماء .. وبرحركة ذارعيه و رجليه .. يتخيل ذلك حقيقياً .. ويكرر ذلك ثلاثة او اربعة مرات يومياً .. وبالفعل هو يسبح عقلياً .. بعدها ليبدأ خطوة خطوة .. في الدخول إلى حمام السباحة .. وليطلب مساعدة أحد اخوته أو أصدقائه الذين يتقنون السباحة .. حتى يشعر بالامان ..
ويمكنكم أن تطبقوا نفس الطريقة مع المخاوف الاخرى .. اعلموا ان الاشياء التي تخافون منها ليس لها وجود فعلي فما هي مجرد أفكار في عقلكم .. والافكار خلاقة .. أي أنتم تخلقونها بأنفسكم .. فلا يوجد شيء يستطيع جعلكم مضطربين سوى أفكاركم أنتم .. لذا حاربوا مخاوفكم بشجاعة .. وتوكلوا على الله واحتموا برعاية الله و حفظه ..
تم بحمد لله إنهاء الموضوع .. اتمنى أنكم استفدتم من الملخص الذي قدم في احد المنتديات على شكل دورة ..ولا تنسوني من خالص دعائكم ..
منقول
ودمتم سالمين
اخوكم صديق التفائل