-
جحودي
. . . وقعتْ يدي على قصيدةٍ تتحدثُ عن مسيرةِ الابنِ مع أبيهِ ؛ فأبكتني بكاءً مريراً لأنها ذكَّرتني بجحودي لأمي وأبي .
تذكرتُ أبي الذي شجعني على دراسةِ اللغةِ العربيةِ ، وعلَّمني الأدب ، وتذكَّرتُ أمي التي كانت تُمسكُ بيدِي لتعلِّمَني الكتابةَ .
كم صعدتُ إلى المنابرِ ؛ وقدمتُ المحاضراتِ الأدبيةِ ولم أذكرهُما . . . وأنا أحسبُ نفسي أني قد أصبحتُ شيئاً يُذكر .
سامحيني يا أمي ، سامحني يا أبي ، ما أنا إلا قطرةٌ في بحريكما أو أقلُّ من ذلك بكثير .
بعد أن توفيَ والدي رحمَهُ الله عرفتُ معنى المثلِ القديمِ الذي يقول :
إني أشعرُ بالأمانِ حين أرى حذاءَ أبي على الباب .
كنتُ حين أدخلُ إلى أي مكان أسمعُ الناسَ يقولون هل عرفتم من هذا الرجل . . . هذا ابن الأستاذ شاكر تللو ( أبو أنس ) .
يا الله كم أثَّرَ عليَّ رحيلُهما . . . أمي وأبي .
مازلتُ كلما أصابني همٌّ ما أقول ( ماما ) ( بابا ) ، وأتلفَّتُ باحثاً عنهما فلا أرى حولي أحدا .
رحمهما الله .
سامحني يا أبي ، سامحيني يا أمي .
كم كنت مقصِّراً في حقِّكُما .
( نديدة السادات : 1933: ــ 2015 ) .
( شاكر تللو : 1921 ــ 2021 ) .
احفظْ أباك لو ابيضتْ ذوائبُهُ
فلن تُعوِّضهُ يومٱ إذا ذهبا
ما اشتدَّ عودُكَ إلا بانحناءتِهِ
فكن لهُ سنداً إن مالَ وانحدَبَا
وارفِقْ بشيبتِهِ والزمْ مجالسَهُ
واسمعْ نصيحتَهُ واخشعْ له أدبا
واخفضْ جناحَكَ يا هذا بحضرتِهِ
ولا تعلُ صوتَكَ أو تُظهِرْ له عتَبا
لا تشكُ من تعبٍ إن رُحتَ تخدِمُهُ
وهو الذي كم هوى من أجلكَ التَّعبَا
أبوكَ ذخرُك فاحذر أن تُضيعّهُ
واذكُرْ كلامي إذ يوماً تصيرُ أبا
وارفعْ يديكَ إلى مولاكَ وادعُ لهُ
فرضٌ من الله للآباءِ قد وجُبَا
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى