١- تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم
هناك بشر ما هم بأنبياء ولا شهداء،يغبطهم الناس لفضل مكانتهم عند الله، اكتشفوا أسرار الله فيهم،في حواسهم:السمع،والبصر، والفؤاد
فاستنهضوها،وغذوهابالعبادة والطاعة،وتحلوا
بالآداب والأذواق،حتى اشتعلت وتوهجت و
أرسلت من منابع روحها،وسلسبيل قلبها نبضات وموجات ذوقية وأدبية.
قوم عرفوا مقام الأدب ومكانه فأولوه اهتمامًاعظيمًا، فجدوا في طلبه لأنفسهم، و
نصحوا به طلابهم، وأمروا به أبناءهم، وجعلوه مطلبًا أساسيًا قبل العلم،إذ كل علم بلا أدب لا منفعة فيه. *
وقد كان أحدهم يرحل في الأدب الواحد السنة والسنتين، وكانوا يتعلمون الأدب كما يتعلمون الحديث،
قال الحسن رحمه الله:"إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين".
جاءت الأخبار عن علماء المسلمين رحمهم الله - تؤكد على ضرورة تعلم الأدب قبل العلم, وتقديم التأدب على التعلم؛

قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله: "طلبت وتعلمنا الأدب ثلاثين سنةً, وطلبت العلم عشرين سنةً, وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم"[1].
وقال سفيان الثوري:
"كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدب وتعبد قبل ذلك بعشرين سنة".
منقول