الفصل الخامس :
توقف سعيد والدهشة تملؤه ، قائلاً ؛ هل تقصدينني أنا ؟ ، المرأة : نعم أقصدك أنت ، وهل هناك من أحد غيرك بالشارع لأنادي عليه ؟ ، سعيد : تحت أمرك ، المرأة : سأخبرك بالأمر لا تستعجل ، سعيد : ما المانع أخبريني ؟ ، المرأة : سأخبرك عندما نصل المدينة بعيدنا عن الناس هنا ، سعيد : من أنتِ ؟ المرأة : قلت لك لا تستعجل وستعرف كل شئ عني وسر في طريقك ، سعيد : خيراً إن شاء الله ، المرأة : خيرا لا تخف يارجل !!، المرأة : موجهة كلامها لسعيد ، امضي في طريقك ولا تهتم بي خلفك وسأركب معك إلى المدينة ؛ التجم سعيد وكأن المرأة ألقمته حجراً في فمه وبدأ العرق يتصبب منه ودارت به الدنيا وتلفحته الظنون والهواجس مالذي تريده هذه المرأة منه؟، ..لم تمر غير دقائق معدودة حتى أتت المركبة التي سوف تنقلهما إلى المدينة ، أشار سعيد لقائد السيارة فتوقف له ، صعد سعيد السيارة وجلس بالمقعد الخلفي بها فلم يجد بالسيارة مقعداً خاليا غير هذا المقعد الخلفي ، وإذا بالمرأة تدلف خلفه وتجلس بجانبه على المقعد الخلفي للسيارة ؛ التصق سعيد بجسد السيارة يتجنبها بجوارة لكن المرأة وضعت جسدها كله في جسده ؛ تحنط سعيد في مقعده وهو يخشى أن يلاحظ سائق المركبة شيئا فتكون كارثة بالنسبة له ؛ مرت المسافة إلى المدينة على سعيد كأنها جمل فوق أكتافه ، وهو يتنظر الوصول في أسرع وقت ، وصلت المركبة المدينة ونزل سعيد وتبعته المرأة واقتربت منه وأمسكت يده بحرأة غير معتادة له ، قالت : دون أن تنظر نحوه أو عليه ، لا تذهب إلى أي مكان بل شق طريقك بنا إلى البحر ؛ لم يسئل سعيد عن السبب في ذلك ، بل مضى في طريقة وهي في أثر قدمه إلى البحر ، حيث تكثر الأندية والمتنزهات على شاطئ البحر، فهذه أماكن اعتاد الناس في هذه المناطق ارتيادها ، ينفثون فيها عن أنفسهم وخصوصاً في أوقات الصيف ؛ كان نادي التطبيقين أول نادي صادفهما في طريقهما ،وقد أتيح لسعيد الجلوس فيه وارتياده من قبل ، طاف سعيد بعينيه يبحث عن مكان ملائم يكون بعيداً عن عيون رواد النادي ، وقع بصره على مقعدين تحت شجرة فيكس يكثر فوقهما الظل فأوى إليهما سعيد وجلس وهي تتبعه ليسترد أنفاسه الهاربة منه .....
يتبع بقلمي : سيد يوسف مرسي الجهني