مابين عام 1967م وعام 2023م دعوة للتأمل !
د كمال البعداني
بعد هزيمة العرب في حرب حزيران عام 1967م . اجتمع زعماء العرب في قمة عربية طارئة في العاصمة السودانية ( الخرطوم ) وخرجوا بما عُرف ب (اللاء ات الثلاثة ). لا صلح ، لا اعتراف ، لا مفاوضات ، مع اسرائيل ، وبعد فترة ليست بالطويلة تم الصُلح والتفاوض والاعتراف بإسرائيل ، ونفس اللاءات الثلاثة قيلت بعد عملية طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2023م ولكن هذه المرة من الطرف الآخر ، فقد اقبلت اسرائيل بجيشها وطائراتها وصواريخها ، ومن خلفها امريكا ببوارجها ودعمها السياسي ، وجسرها الجوي الى تل ابيب ، تساندها إنجلترا وفرنسا والعديد من الدول الغربية ، واعلنت جميعها بما عُرف ب ( اللاءات الثلاثة ) ، لا وقف لاطلاق النار ، لا دخول للمساعدات الى قطاع غزة ، لا تبادل للأسرى ، وان على المقاومة اطلاق جميع ( الرهائن) التي لديها دون قيدٍ او شرط ، وتحت هذا الشعار اخذت اسرائيل وطوال ما يقرب من خمسة واربعين يوما ، تدك غزة دكا دكا ، مساكنا ومستشفيات ومدارس و غيرها ، فحصدت ارواح الألاف من النساء والاطفال ومثلهم من الشباب والشيوخ ، وما يزيد عن عشرين الف جريح ، قاطعة عن اهالي غزة الماء والغذاء والوقود ، فعلت كل ذلك مدعومة من امريكا ودول الغرب ، بينما تساءل اهالي غزة اين العرب ؟ فرد عليهم زعماء العرب قائلين : اذهبوا انتم وربكم فقاتلوا إنا هاهنا قاعدون ، إنا نخاف من ( بايدن ) ان كنتم لا تعلمون ، طوال خمسة واربعين يوما واسرائيل توعد اهالي الأسرى وتوعد امريكا ومن خلفها ، بأنها ستحرر ( الرهائن ) من خلال عملية عسكرية ،، وهاهي إسرائيل تجثوا على ركبتيها لدى المقاومة ، عارضة عليها وقف اطلاق النار ، وادخال المساعدات الى غزة ، والموافقة على صفقة ( تبادل الأسرى ) ثلاثة مقابل واحد ، فعلت ذلك تحت وقع صواريخ المقاومة الواصلة الى ( تل ابيب ) وغيرها من المدن في فلسطين المحتلة ، فعلت ذلك وهي تسمع عويل جنودها في غزة ومقتل العشرات منهم يوميا ، وهي ترى دباباتها تتحول الى حطام بفعل قذائف ( الياسين ) ، فعلت ذلك بفعل الصمود الأسطوري للمقاومة وابناء غزة !! ، وهكذا تبخرت اليوم اللاءات الإسرائيلية الثلاث ، كما تبخرت في الأمس اللاءات العربية الثلاث ، فسبحان مغير الاحوال من حزيران 1967م الى تشرين الاول 2023م ، !! انها الإرادة والادارة ، وقبل هذا كله انها العقيدة، نعم انها العقيدة التي اصر الحكام العرب على تحييدها في كل معاركهم السابقة مع اسرائيل #كمال_البعداني