*ماكان عمرو ذيابِِ غيرَ راقصةٍ*
....................
قل للذين بعمرو ذياب قد سُحِروا
وحفلَهُ في دُجى بيروتَ قد حضروا
بأيِّ وصفِِ منَ الأوصافِ أنعتُكم
كي يستريحَ ضميرُ الشِّعْرِ والصوَرُ
ردّوا الجوابَ على مَنْ جاء يسألُكُم
أنتم أُناسٌ تُرى أم إنكم بقَرُ
مَن كان عمرو ذيابِِ كي يشدَّكًمُ
لمهرجانِِ به للفنِّ مُنحدرُ
من كُلِّ حدبِِ وصوبِِ جئتمُ زمرًا
كي لا يفوتَكُمُ في حفله السهرُ
وليس عمرو ذيابِِ غيرَ راقصةِِ
في أذنِها حلَقٌ بالعهرِ يستعِرُ
وما تعَهَّدَ هذا الحفلَ في وطني
إلّا زنيمٌ قليلُ الذوقِ محتقَرُ
لأنه لم يراعِ الشعبَ قاطبةََ
والشعبُ في جوعه يشقى ويحتضرُ
شعبٌ يذوبُ على نيرانِ محنتِه
يَشُوبُه الفقرُ والحرمانُ والطَّفَرُ
وأنتمُ تشربونَ الخمرَ في طربِِ
لأنها من دماءِ الشعبِ تُعتَصَرُ
يا أيها الاغبياِءُ القيِّمونَ على
حفلِِ تهاوى به المزمار والزُّمَرُ
ماذا دهاكم إلى استقبالِ مَن هبطَتْ
به المكارمُ والأخلاقُ والكِبَرُ
عجبتُ كيف نشازُ الصوتِ أطربَكم
ولن يؤثِّرَ في أسماعِكم ضرَرُ
وإنني واثقٌ من أنّ أكثركم
لقد أصابَهمُ الإملاقُ والضجَرُ
غنّى لكم ساعةََ بالضبطِ واحدةََ
وكان فيها انتهاءَ الحفلِ ينتظرُ
ورغْمَ ذلك قدّّمتمْ لهْ رُزَمًا
مِنَ الدٌّلارات لا يرقى لها المطرُ
قد شدَّ مليونَ دولارِِ وفرَّ به
ولم يسلِّمْ عليكم أيها النوَرُ
يا مَن أتيتم بوزوازِِ ليُطرِبَكُم
أليس في وجهِكم نورٌ ولا نظَرُ
إنْ كان أغراكُمُ فيه تخَنُّثُهُ
فعندَنا مثلُ هذا البُبَّغا كُثُرُ
كهلٌ يُنطنطُ مثلَ القِردِ بين دُمًى
خرساءَ يأنفُ منها السمعُ والبصرُ
فكيف جئتم به يا أيها السُّفَلا
هذي الجريمةُ ذنبٌ ليس يُغتفَرُ
بيروتُ يا قِبلةَ الفنِّ التي اجتمعتْ
فيها الحضاراتُ والتاريخُ الوترٌ
يا من دعَوْكِ لأهلِ الفنِّ عاصمةََ
مالي ارى الفنَّ في عينيكِ ينتحِرُ
إنّ الأُلى في سماءِ الفنِّ قد لمعوا
لولاكِ ما عرفوا الأمجادَ واشتهروا
على يديكِ سلاطينُ الغناءِ زهَتْ
وفي حِماكِ فحولُ الشِّعْرِ قد فخروا
والشرقُ والغربُ يا أيقونتي لهما
على جبينكِ للإبداعِ مؤتمرُ
فكيف أصبحتِ للأوباشِ منتجعًا
وجاب صرحَكِ هذا الجُدجدُ القَذِرُ
شتّانَ بينَ غِناءٍ صيغَ من تنكِِ
وبين سِحر غناءٍ كلُّهُ دُرَرُ
..............
*الشاعر اللبنانيّ خليل عجمي*
بلدة معركة في 22...8...2023