لا تسمح لأحد بابتزازك
و توقف عن إرضاء الآخرين

في بعض الأحيان سيطلب الناس منك أن تفعل شيئًا لمجرد أنهم يعرفون أنك ستقول «نعم» بدافع الخجل، وينتهي بك الأمر إلى تلقي المزيد والمزيد من الطلبات التي لا تحلم أنت بأن تطلبها من أحد، وعندها يجب أن تواجه رغباتهم بحزم وقول «لا» واضحة، لحماية نفسك من استغلالهم .

إن قول " نعم " يصبح عادة و إدمان ، فالبعض لا يستطيع قول " لا " و يضع المزيد و المزيد من الضغط على نفسه ، لأننا نجد صعوبة في رفض طلبات الآخرين فعندما كنا أطفالاً و مراهقين تعلمنا أن نفعل ما يآمرنا به آباؤنا و ما يملي علينا المدرسون و غير ذلك .

بالإضافة إلى ذلك يعتقد الناس غالبا أن قول " نعم " سيجنبهم الظهور كأشخاص أنانيين أو على الأقل يقيهم من المواجهة التي تتبع قول " لا ".

هذه النصائح ستساعد على قول " لا "

كن واضحا وصادقا مع نفسك بشأن ما تريده حقا ، واكتب أولوياتك وأهدافك الأسبوعية والشهرية، ليمكنك المقارنة بين أهمية حضور عرس وإنهاء مهامك المجدولة في اليوم نفسه، مع وضع الجوانب الإيجابية المحتملة لما يطلبه منك الآخرون في الاعتبار، سواء كان أستاذًا أو مشرفًا أو فردًا من العائلة أو صديقًا، واسأل نفسك: هل يتماشى هذا الطلب مع أهدافي؟

امنح نفسك وقتا تفكر فيه بعناية في قول «نعم» أو «لا» للطلب، واستبدل بـ«نعم» الخجولة عبارة «سأفكر في الأمر» ضمن خطتك لتمهيد الرفض .

أنت بحاجة لمعرفة حدودك قبل أن يخمنها الجميع ، و ستحتاج لتأكيدها ، كلما شعرت بعدم الارتياح .

تذكر أنه ليس سهلاً أن نضع حدوداً أمام الأصدقاء و العائلة رغم أنه مسموح لك أن تقول " شكراً ، لكن لا يناسبني ذلك الموعد " مثلاً
و هذا لا يعني أنك لن تراهم ثانية أو أنك لا تحبهم

تذكر أنك ترفض طلبا وليس شخصا فعادة ما يتفهم الناس رغبتك في الرفض إذا كان من حقهم الطلب، كما أنك لست مسؤولًا عن رد فعل الآخرين تجاه حدود حياتك الخاصة، ففي بعض الأحيان سيشعر الناس بالأذى وخيبة الأمل عندما يصطدمون بحدودك، وتلك مشاعر طبيعية، نشعر بها عندما لا نحصل على ما أردناه
أو كنا نأمله.

اقترح تقرير بمجلة «سيكولوجي توداي (Psychology Today)» تصميم عبارتك الخاصة للرفض، والاستمرار في تكرارها، بغض النظر عما يأتي في طريقك، بقولك :
«أفضل العمل على مهامي هذا الأسبوع»،
«تلك فكرة جيدة، لكنني لن أتمكن من كذا»،
أو أية صياغة يمكنك فيها استخدام نظرية «الشطيرة» للرفض اللبق، وفيها تبدأ بشيء إيجابي، ثم تمرر عبارة الرفض بهدوء، وتختم بشيء إيجابي آخر مثل :
«لقد استمتعت جدًّا بالوقت الذي قضيناه معًا».

فكر في حل وسط يناسبك أنت ومن يطلب منك شيئًا إذا كنت ترغب في ذلك.

تجنب المساومة إذا كنت تريد القبول أو الرفض، فلا تجعل الشخص الآخر معلقًا في انتظار ردك، ففي حين أنه من الجيد أن تطلب بضعة أيام للتفكير في طلب ما، لا يصح أن تتحول الأيام لأسابيع أو تتجاهل الطلب على أمل نسيانه، لأن الرد بالرفض لن تكون تداعياته أسوأ من عدم احترام الآخرين والهروب من مواجهتهم.

قد تتردد قبل خوض تلك المعركة، لأنك سرعان ما ترى الألم الذي خلفه رفضك، من نظرة جريحة، ودموع، وخيبة أمل، لكن قد تكون تلك أسبابًا وجيهة لعدم التنازل عن الرفض في مواجهة الابتزاز .

تأكد أنه إذا أحبك من حولك لكونك سهلاً بسيطاً ، تُكثر من قول " نعم " فإنهم سيحبونك لشخصك أكثر إذا قلت
" لا " عندما يتعارض القبول مع مصلحتك الخاصة ، ما سيشعرهم بأنك شخص مسؤول و محل ثقة

في النهاية نصيحة قم بتحديد أولوياتك ، لأنها المفتاح لمعرفة الالتزامات التي ترغب في تحملها ، بدلاً من تحمل أولويات الآخرين .

الكاتبة : ندى فنري
مدربة/ مستشارة