عدم تقبل النصيحة !
النصيحة هي طوق النجاة وقت الحاجة و كثير من الأشخاص لا يتقبلون النصائح مع أن النصائح هدايا قيمة يقبلها كل عاقل
النصيحة هي النور الذي يهدى في منتصف الطريق
و تعتبر غير مجدية للشخص إذا لم يطلبها و تكون مجدية في حال سعى الإنسان إليها وطلبها بنفسه
النصيحة بشكل عام مهمة إلا أن الأبحاث تشير إلى أن الشخص يرفض النصيحة
إذا كان غير مستعد للتغير
أو غير مستعد للتخلي عن دائرة الراحة
هل تعطى النصيحة بشكل مباشر ؟
النصيحة تعطى عندما يطلبها الشخص بشكل مباشر
و الناس عادة يبحثون عن المشورة و النصيحة
و يفترضون حسن النية فيمن يقدم لهم النصيحة
لماذا أصبحت النصيحة منفرة و غير مرغوب فيها اليوم ؟
لأنها أحيانا قد تثير الحساسية بين الناس لإحساسهم بأن الناصح متعال بعقله على الآخرين
و قد تكون النصيحة من شخصا منظراً يحب الخطب
و النصائح و الإنسان اليوم لديه ما يكفيه من المعلومات و المعرفة و الوعي فنحن في زمن القرية الواحدة على اتصال بكل أخبار العالم في دقائق معدودة
قد تكون النصيحة من صديق فلا يقبلها الشخص لأن هذا الصديق الناصح يذكره دائماً بأخطائه و لأنه لا يريد مرافقة من يخالف رأيه
كل انسان يرى عقله و تفكيره أفضل من غيره فيعتبر أن النصيحة حين تقدم له فيها انتقاص من عقله و قدرته على التفكير السليم أو اتخاذ القرار الراجح
قد يكون الذي يقدم النصيحة يفتقر إلى القدرة على الإقناع أو استخدام الأسلوب اللبق الصحيح الأمثل في تقديم النصيحة من دون غرور
و تعالي و ابراز الذات على
حساب الآخرين
أيضاً فقدان الثقة بين الناس سبب لعدم تقبل النصيحة
و تطنيشها
قد يرى البعض النصيحة نوع من التسلط ومحاولة اثبات النفس على حساب الآخرين
و قد يشعر البعض بأنها تدخل في الخصوصيات
فالجميع يغلق على نفسه الباب لعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤونهم ابتعاداً عن المشاكل
علينا أن لا نعتبر النصيحة غير مرغوب فيها
النصيحة مطلوبة
" و لا خاب من استشار "
على أن لا نقدمها بشكل نقد أو تجريح و كما تكون النصيحة مرفوضة إذا كانت مقدمة أمام الآخرين فهي مثيرة للإزعاج
علينا اختيار التوقيت المناسب و تكون مبنية على أساس الخبرات والتجارب التي مر بها الفرد
علينا مراعاة حال وظروف الآخرين و ننصح بإخلاص و حب دون معايرة على الأخطاء
علمنا رسول الله صل الله عليه و سلم لمن يكون النصح
فعن تميم بن أوس رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه و سلم قال
" الدين النصيحة " قلنا لمن ؟ قال لله و لكتابه
و لرسوله و لأئمة المسلمين
و عامتهم
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
" لا خير في قوم ليسوا بناصحين ، و لا خير في قوم لا يحبون النصح
و في النهاية علينا تقبل النصح من غيرنا فلا بد أن النصيحة تساعدنا على التغيير للأفضل
ندى فنري
مدربة / مستشارة