مقال اليوم في العربي الجديد عن سكان الجولان في القرن التاسع عشر
==========
غوتليب شوماخر.. مهندس ألماني يصف الجولان عام 1883
آداب وفنون
تيسير خلف
25 يونيو 2022
استكمل المهندس الأميركي من أصل ألماني غوتليب شوماخر عمليات استكشاف الجولان في أواسط العقد الثامن من القرن التاسع عشر لصالح "الجمعية الألمانية لاستكشاف الأراضي المقدّسة"، وأصدر كتابه "الجولان" باللغتين الألمانية والإنكليزية مرفقاً برسوم توضيحية، وخارطة تضم معظم أجزاء الجولان التاريخي باستثناء الجزء الشمالي الغربي. وتُعد منطقة الجولان من ضمن الأراضي المقدسة التي عنيت البعثات الدينية الاستيطانية بدراستها جيّداً.
والمهندس شوماخر مولود في زانيسفيل، أوهايو في الولايات المتّحدة في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 1857، بعد أن هاجر والداه من توبينغن جنوب ألمانيا. ساهم والده يعقوب شوماخر في تأسيس المستعمرة الألمانية في حيفا، شمالي فلسطين، بعد أن هاجر إليها في ستّينيات القرن التاسع عشر، إذ كان عضواً في جمعية المعبد، وهي طائفة بروتستانتية ألمانية بنَت هذه المستعمرة، واستقرّ مع عائلته في مستعمرة المعبد القريبة، حيث أصبح كبيرَ المهندسين المعماريين والإنشائيين.
صدرت الطبعة الإنكليزية من كتاب شوماخر "الجولان" في العام 1888، وهي خلاصة رحلة استكشافية طويلة استمرت نحو عامين، بين 1883 وحتى 1884. وفي مقالتنا هذه سوف نتناول قراءته لسكّان الجولان الذين تميّزوا دائماً بتنوّع كبير، سواء من الناحية الدينية أو الإثنية، ولذلك أسباب كثيرة أهمها وباء العام 1804 الذي قضى على معظم سكّان الجولان، كما يذكر الرحالة بيركهاردت، والذي أعقبه توطين مهاجرين من مناطق شتّى من السلطنة العثمانية أهمّها من الأناضول والقفقاس.
تقسيمات السكان
ويقسّم شوماخر سكّان الجولان إلى فئتين رئيسيتين من حيث نمط الاستقرار: القرويين المستوطنين أو الفلاحين، والبدو الرحّل. والعنصر الأكبر من سكان الجولان هم العرب كما يقول، حيث يسكن البدو حصراً "في ذلك الجزء من الجولان الجنوبي المخصّص لزراعة الحبوب، وكذلك في الزويتين (الشرقية والغربية)، وقد وطنوا أنفسهم في خرائب الأماكن القديمة. ويضيف: "يُستثنى من هذا الوصف للمباني منازل الشيوخ التي تستخدم كمضافات في نفس الوقت، ولذا فهي تُبنى بصورة أفضل وتُحاط بفناء. فبالإضافة إلى حجرة الغرباء أو المضافة، والتي تُدعى أيضاً بالعلّية لأنها توضع في أعلى البناء، يضمّ البناء غرفتين أو ثلاث غرف جلوس أُخرى وإصطبلاً".
ويقول إن الفلّاحين يبنون في أشهر الصيف، على أسطح منازلهم كوخاً مربّعاً أو دائرياً من أغصان النباتات، يُسمّى العريشة، وهو مكوّن من أغصان أو عيدان قصب منسوجة سوية، حيث تُستخدم كغرف للنوم، ومثل هذا الكوخ مقبول جداً لدى المسافر، الذي يعرف قيمته في الشتاء لأوّل مرّة عندما يضطر لقضاء الليل في غرفة المعيشة نفسها التي تمتلئ بالحشرات الزاحفة والطائرة اللاسعة المزعجة".
فلّاح الجولان
ويصف شوماخر فلاح الجولان بقوله: "فلّاح الجولان مُجدّ بالنسبة للعمل في أرضه، ولكنه غير معتاد على أي نوع من العمل الشاق، وسريعاً ما يعجز تحت ضغط العمل المتواصل باستمرار مثل وظيفة دليل مثلاً. ورغم أنه فضولي مثل جميع الشرقيّين، إلا أنه ودود ومضياف ويمكن أن يصبح خدوماً ونافعاً بالنظام والترتيب الجيد. ويمكن مواجهة فضوله المفرط الذي قد يتحوّل سريعاً إلى تطفّل، من خلال سلوك مترفّع وحازم وجدّي، وتوجيه بضع كلمات قاسية ولكن غير مهينة إليه. فعدم الكلفة، حتى ولو كانت غايتها نبيلة، تؤدّي إلى نتائج مشؤومة. إذ يصبح الفلّاح عندها وقحاً وصفيقاً ومزعجاً بشكل طفولي".
ويقول أيضاً: "الجولاني ليس نفوراً من الغرباء، فهو يُظهر عدم الثقة في البداية عندما يسأل عن عدد الأشخاص في قريته، وعن مقدار الأرض المزروعة وأشياء كهذه، ويزداد هذا إلى حدّ العداء عند استخدام الأدوات أو الدولة لأنه يخاف من فرض ضريبة جديدة. لذا، إذا رغب المرء أن يسافر مرتاحاً، بخاصّة إذا كان غير مزوَّد بتفويض حكومي، ينبغي أن يتجنّب إبداء ملاحظات عديدة بوجود السكان".
وفي وصفه لسمات الفلّاح الجولاني، يقول إنه "طويل القامة ومتين البنية وأكثر سمرة من عرب غرب فلسطين، وشعره أسود فاحم طويل، جزء منه مجدل والجزء الآخر سائب، ويرتدي قميصاً من الكتّان فقط، يصل من العنق إلى الركبة، تُضاف إليه في الشتاء العباءة الصوفية المشهورة. ويلبس الفلاح كوفية كغطاء للرأس، وهي قطعة من الكتان تلف حول الرأس على الطريقة البدوية، ويمسكها على الرأس عقال مصنوع من شعر الماعز. وتزداد فخامة اللباس حسب المركز والغنى. فإذا ارتدى فوق ردائه الكتاني السفلي معطفاً من القماش الأزرق، وقماشاً من الحرير الملون على رأسه، فهو ينتمي إلى وجهاء القرية أو أنه شيخ القرية ذاته. وعبارة (مانك لابس خوش) جواب مهم ومألوف عندما ينكر على شخص ما أنه أحد "الأوادم"، وهم أبرز وجوه القرية، وذلك لأن الآدمي يتحمل عبء معظم الغرباء والجنود. وطراز حياة الفلاحين بسيط للغاية. فالحنطة اللازمة للخبز يزرعها بنفسه، وكذلك الخضار (الخيار والبندورة)، وبعض البطيخ الأحمر".
وصف الوليمة
ويحدثنا شوماخر عن إحدى هذه الولائم "عندما يصل أضياف مهمّون يعد الشيخ، أو صاحب المنزول، ذبيحة غنم أو جدي مع الأرز والخضار، وتوضع على طبق نحاسي قديم وتقدم مع أرغفة مرقوقة مخبوزة وملفوفة بجلد ماعز مدبوغ. ثم يشكل الضيوف وأكثر الأشخاص احتراماً مجموعة حول الوجبة مستندين على ركبهم، وأجسامهم محنية نحو الأمام، ثم يدفعون باليد داخل طبق الأرز ويكتلون بعض الحبوب على هيئة كرة وينقلونها ببراعة يحسدون عليها إلى الفم. وأثناء مضغ الطعام تبقى اليد التي تنغمس في الطعام فوق الطبق طوال الوقت حتى لا يقع شيء على الأرض. ويسود سكون تام أثناء هذه العملية، لا يقطعه إلا نداء المضيف من حين لآخر، أو خطوات القائمين على الخدمة الذي يصبون زبدة حارة مذابة على أكوام الأرز، أو قولة الحمد لله رب العالمين من شخص قد شبع فنهض ليترك مجالاً لغيره. وتوضع الخضار مجهزة في أطباق حول صواني الأرز وتؤكل باستخدام أرغفة الخبز، في حين يشكل اللحم نطاقاً على الحافة الخارجية لكومة الأرز. وتغسل الأيدي وتزال البقايا، تدار القهوة دون سكر والتي تكون قد حمصت ودقت بوجود الضيف، في جرعات صغيرة، مرتين أو حتى ثلاث مرات، بقدر ما يراد تكريم الضيف. وتشكل السجائر ونفس النرجيلة المتعة النهائية، يستسلم لها الإنسان باسترخاء مريح متكئاً على السجاجيد".
وحول الأعراس يقول إنها تتم "وفق الاحتفالات والشروط المماثلة لتلك السائدة لدى فلاحي غرب فلسطين. إذ تنقد المرأة مهراً يدفع المبلغ من العريس إلى الأب نقداً بجزئه الأقل، والقسم الباقي، وهو الأكبر، من الماشية ذات القيمة العالية لديهم. وتعتبر زيادة المبلغ قدر المستطاع شرفاً، ولكن مهر العروس الحقيقي هو في الاتفاق السري أقل منه في الاتفاق الظاهري ".
قبائل بدوية
ويشير رحالتنا إلى وجود أربع قبائل بدوية صغيرة تسكن في غور الجولان الجنوبي إلى جانب فلاحي المنطقة وهي "عرب صخور الغور، والمخيبة والمناضرة والكفارات". ويقول إن "القبيلة الأخيرة، أي الكفارات، تقطن جزئياً في عجلون ولا تخيم على ضفاف اليرموك من جهة الجولان إلا في الشتاء، وهم يعيشون في خيام متواضعة، ويعيشون حياة خالية من الضرر بشكل مقبول. وتمنحهم تربية الماشية وقليل من الزراعة وسائل العيش الضرورية".
وفي مقابل فلاحي الجولان الجنوبي المتوطنين، يشير شوماخر إلى البدو العرب الرحل الذين تقع مراعيهم في الجولان الشمالي الغربي والأوسط. ويقول إنه وجد في وقته (1883) ثلاثة عشر اسماً مختلفاً لعشائر أو قبائل، مراعي بعضها مخصصة بالتحديد، وأخرى تمتلك أرضاً مشاعاً بسبب صلة القربى. إلى جانب هؤلاء الرحل الذين ينبغي أن يعتبروا وكأنهم من سكان الجولان المتوطنين، هناك كثير من البدو الآخرين تربط بين قبائلهم صلة القربى ويأتون إلى هذه المنطقة الغنية أثناء الربيع ويغادرونها في بداية الصيف، ويعتبر هؤلاء في المرتبة الثانية لأن الحكومة قد فرضت بعض الضرائب عليهم.
ويقول إن الشركس قاموا بإبعاد البدو المخيمين حول القنيطرة، لذا يحصر هؤلاء في المنطقة الصغيرة نسبياً في شمال غربي الجولان، من سكيك حتى البطيحة، ومن نهر الأردن حتى مجموعة التلال البركانية الغربية، ويخيمون هنا بسلام مقبول كل قبيلة بجوار الأخرى ولا يوجد ثأر على حسب علمي، إلا بين التلاوية من المنطقة الواقعة بالقرب من البطيحة وجيرانهم الشماليين عرب الويسية".
ويقول إن بدو الداخل "منذ القدم يرعون مواشيهم ويستخلصون السمن من الحليب، حيث يبيعونه إلى مشتر بسعر جيد، أو يبادلونه بالكتان والبهارات والقهوة، ويقومون إلى جانب ذلك ببعض المتاجرة بالمواشي وبتربية الخيول، وزراعة مساحة من الأرض بالقدر الضروري جداً للبقاء".
ويلفت شوماخر النظر إلى أن رفع أي نوع من العلم على قمة جبل يقع في أراضي القبيلة المعنية يعتبر من القبيلة على أنه دعوة للسلاح. ويقول: "أنا نفسي سنحت لي فرص عديدة لمراقبة هذا، لأنني اضطررت مراراً لرفع علم كإشارة على المرتفعات البارزة لغرض إجراء القياسات المثلثية للمساحة. وعندما فعلت هذا فوق تل شيبان، على سبيل المثال، اجتمع جزء من أكبر قبائل تلك المنطقة (الهوادجة)، حولي في لحظة وهم يحملون كل أنواع الأسلحة وسألوني بانفعال ما المغزى من ذلك. ولم يمنعهم من العنف إلا الشرح المفصل واحترام جنود الحكومة".
قبائل تركمانية
ولا يقتصر البدو على العرب فهناك قبائل بدوية تركمانية كما يقول هم عرب تركمان ثلجة، ووهي قبيلة قوية تتقاسم المراعي مع العرب البدو في وسط الجولان. ويشير إلى وجود قبيلة فرعية هي "تركمان السوادية، وهذه تغادر الجولان في الصيف وتتجه إلى منطقة حلب. وهم يختلفون في العادات والسلوك عن البدو الآخرين قليلاً، وهم كالمسلمين الآخرين يتحدثون اللغة العربية وبين أنفسهم يتكلمون لغة قريبة من التركية. ويقول إنهم مستنيرون إلى حد ما أكثر من الآخرين، حيث يقومون بصناعة السجاد، وقامتهم أطول وأجمل، ويتمتعون بمزيد من الغنى، ورغم أنهم على علاقة ودية مقبولة مع جيرانهم، فهم يحافظون على نقاء عرقهم بدقة. يضاف إلى ذلك أنهم يقيمون بانتظام في قرى شتوية في بضعة أماكن، حيث يعيشون لوحدهم تماماً. أما خيولهم فمن سلالة أنبل، وقطعانهم أفضل قيمة من مواشي البدو الآخرين. أما بالنسبة لماضيهم فلم أستطع أن أعرف منهم إلا أنهم هاجروا إلى هنا قبل مائة عام مضت من جوار روسيا، ربما من قرب بحر قزوين. ولا أستطيع أن أحدد الدوافع والظروف التي أدت إلى هذا".
وصف حياة الشركس
وحول الشركس يقول: "يختلف الشركس تماماً عن السكان الذين درسناهم حتى الآن، فنتيجة للحرب الروسية التركية، خرجوا من بلغاريا ووصلوا عكا في ربيع 1878 في حالة يرثى لها من الجوع، حيث خصصت لهم الحكومة التركية أرضاً في غرب فلسطين وفي جرش وفي الجولان، وقد بلغوا سريعاً، عن طريق الجهد الذي لا يقهر والمثابرة القوية، قدراً معيناً من الازدهار وبنوا القرى وحرثوا الحقول، وربوا الماشية وجففوا العشب كعلف للشتاء، وطردوا البدو من مناطقهم. لذا فإنهم يملكون اليوم القرى الكبيرة المزدهرة الاثنتي عشرة في منطقة القنيطرة، والتي تتميز تماماً عن القرى الأخرى بنظافتها وحجمها وبنائها الحجري المتين. كما أن مدينة القنيطرة التي هي مقر الحكومة يقطنها الشركس بالإضافة إلى التجار والموظفين".
ويضيف القول: "هم متحفظون في علاقتهم مع الغرباء ويظهرون القليل من كرم الضيافة - لا بل يخشى منهم كلصوص. ويعرف البدو شجاعتهم وروحهم العالية تماماً. وكثيراً ما كانت المراعي سبباً لمواجهات عنيفة هزم فيها البدو دائماً بسبب أسلحتهم الرديئة. والشركس، كمسلمين ملتزمين، يطيعون الحكومة التي يجب عليهم أن يقروا لها أيضاً بأنها صاحبة فضل عليهم ".
دروز ونصيرية
وينتقل رحالتنا للحديث عن الجزء الشمالي من الجولان الذي يسمى ناحية الشَّعراء، حيث تسكن "قبيلة الدروز، وهم أيضاً أكثر ذكاءً واجتهاداً في العمل من البدو. فهم يبنون قرى كبيرة جميلة، ويعيلون أنفسهم بقناعة من التربة الصخرية القليلة الإنتاج على سفوح جبل الشيخ والجولان. وهم يعيشون بسلام مع جيرانهم، ولكنهم ينسجمون مع البدو أكثر من انسجامهم مع الشركس، الذين يعتبرونهم دخلاء أيضاً. وخصوصية ديانتهم معروفة تماماً".
ويشير إلى وجود النصيرية في ذلك الجزء من الجولان حيث يقول: "نجد النصيرية في قريتين هما زعورة وعين فيت في ناحية الشَّعراء الغربية، بالقرب من منحدرات مستنقعات الحولة. وقد هاجروا منذ زمن طويل من الجبال الواقعة إلى الشرق من اللاذقية في شمالي سوريا. هذه الفئة الصغيرة المجدة وطدت نفسها في ثلاث قرى، الاثنتان اللتان ذكرناهما سابقاً والثالثة هي الغجر في السهل الواقع إلى الغرب من بانياس. وهم يزرعون تبغاً ممتازاً بالقرب من هذه القرى، وكذلك الأرز في الحولة، والأشجار المثمرة والكرمة في الأراضي المنخفضة بالقرب من عين فيت. لغتهم عربية مشوبة بالتركية، وديانتهم تميل الآن إلى الإسلام، رغم أنها أصلاً خاصة بهم. كما أنهم تخلوا عن عمليات السلب وعن الشخصية الماكرة التي سنحت لي فرصة للتأكد منها، وهم الآن مضيافون ومنفتحون. وهناك شخص واحد في القرية مكلف باستقبال المسافرين. وهذا الذي يدعى بالناطور يؤمن القادم الجديد إما على حساب القرية، أو يطالب ببخشيش مقابل خدماته. قاماتهم متوسطة وبنيتهم متينة، ولكن ملامحهم بمعظمها ليست وسيمة".
الغوارنة
أما المجموعة الأخيرة التي يصفها لنا فهي الغوارنة حيث يقول إنهم "يسكنون سهل البطيحة والحولة، وخيامهم صغيرة توفر لرجل يستلقي بكامل طوله حماية من أشعة الشمس المتوهجة في البطيحة. وهم يتجولون مع الجواميس، التي تخوض في مستنقعات السهل، ويعيشون على حليبها، وعلى عائدات الجبنة والزبدة التي يصنعونها. وفي كل عام يقل بوضوح إنتاج خضارهم وبطيخهم الأحمر. والشمس المدارية الشديدة الحرارة لها تأثير منهك على هؤلاء الناس الصغار الأجسام الذين يقبعون في أدنى مستوى من التعليم بالنسبة لجميع قبائل سكان الجولان. وحتى ظهور جندرما الحكومة لا يحدث أثراً عليهم. وعندما كان يطلب منهم أن يعملوا كأدلاء في المناطق المرتفعة، كانوا يرمقونني بدهشة بسبب هذا التصور الجريء لقدراتهم الذهنية، وكأنهم يقولون: "يا صديقي إنك تتعب نفسك معنا دون جدوى فمعرفتنا وقدراتنا تستند عل عدم فعل أي شيء".