لمّا ماتت زوجة المؤرخ المقريزي وهي شابة فترجم لها،
وقال: وكنتُ أكثر الاستغفار لها، فأُرِيتها في المنام، فقلت لها: يا أم محمد الذي أرسله إليكِ يصل (أي الاستغفار)؟
قالت: نعم، في كل يوم تصل هديتك إليَّ، ثم بكت وقالت: قد علمتَ أني عاجزة عن مكافأتك "
جميل أن تستثمر حرارة الشعور بالتقصير نحو المتوفَّى
وتُحوّله لدعاء يصل لوالدك أو والدتك أو لعزيز لديك عبر بوابة السماء،
وحرّك قلوب من حولك ليشاركوك الدعاء،
ولنتأملْ هذا الحديث سويًا ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
نعم هنا البر الحقيقي،
ولا زلت أتذكر كلمة الشيخ الشنقيطي لمّا شكى له أحدهم موت والده وتحسره على باب من الجنة قد أغلق،
فقال له: لا تتحسر يا أخي، فالآن يبدأ البرّ الحقيقي الصادق، الخالي من الأغراض والمجاملات، فوالدك انقطع عمله إلا منك، فأكثر من الدعاء له والاستغفار ما استطعت .
وهذا والله مما يبهج الخاطر ويدخل السرور على النفس، ويُخفّف شيئًا من ألم الفقد،
وأعظم الهدايا هدايا الأرواح للأموات عبر بوابة الدعاء والاستغفار.
يقول النبي ﷺ: " إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ: أنَّى هذا ؟ فيقالُ: باستغفارِ ولدِك لكَ" .
منقول