#جـادة_العـاني
{ حـارة دمشقيـة ....... قـراءة لهـا فـي ستينـيات وسبعينيـات القـرن المنصـرم }.
==================================================
جـادة العـاني حارة دمشقية تمثل تفرعا من شارع الباكستان نحو شارع العابد في وسط العاصمة الحبيبة دمشق .
وتمتد هذه الحارة لنحو 250 متر تقريبا من الغرب للشرق وهي تبدا بشارع فرعي يمتد من شارع الباكستان قبيل السبع بحرات للقادم من ساحة عرنوس وتنتهي بشارع العابد حيث موقف الحافلات القادمة من باب توما { وربما تغير الحال الان } حيث تمثل همزة وصل هامة بين الشارعين ولها تفرعان تفرع على اليمين يؤدي إلى جادة بندق الشهيرة وتفرع نحو اليسار يقود إلى شارع الباكستان .
سميت جادة " العاني " نسبة لأسرة يبدو أنها أول من سكنت الحارة قديما ولا تزال تقيم فيها أبا عن جد وأظن أن أكبر أولاد الأسرة لا يزال مقيما في بيت جده ووالده في ذات المبنى المشار إليه , وهذا البناء مؤلف من ثلاث طوابق شيد على طراز الثلاثينيات القائم آنذاك من حيث اتساع الغرف وعلو سقفها واتساع نوافذها ووجود حديقة في الطابق الأرضي وشرفات تقليدية بارزة عن المبنى ومدخل رئيس على الجادة , ومدخل فرعي من الجهة المؤدية لحارة بندق يضاف إلى ذلك سيارتهم الشهيرة الفورد 1956 التي كانت معلما من معالم الحارة .
ويذكر أن مدرسة فيصل الابتدائية كانت في الحي في بداية الستينيات وناد رياضي اسمه "الأمل" لممارسة ألعاب كرة الطاولة والبلياردو ومن منا ينسى العم الطيب أبو مهران الذي كان يعمل في هذا النادي الاجتماعي الرياضي والذي أصبح فيما بعد مستودعا لتجارة الأخشاب .
2
وفي السنين السابقة كانت الحارة باتجاه شارع العابد مغلقة برصيف حيث كانت سيارات النقل المتوسطة الحجم تتمركز هنا إضافة إلى مجموعة من الحمالين " عتالين" المحترفين حيث كانت مقصدا لمن يريد أن ينقل أثاثا منزليا وغيره ومن أشهر أصحاب السيارات على ما تسعفني به الذاكرة
والجادة المذكورة كان يغلب عليها الطابع السكني في بداية الستينيات وبعض قليل من النشاط التجاري إلا أن الحال انقلب الآن وغلب الطابع التجاري كأغلب أحياء قلب العاصمة .
وقد حدث تغير مهم في الجادة المذكورة حيث كان اتجاه السيارات قبلا ذهابا وإيابا على ندرتها في الستينيات ثم أصبح باتجاه واحد من الغرب للشرق لكن في السنوات الأخيرة أصبح من الشرق للغرب .
وحدث تبدل على الأبنية حيث هدمت الأبنية القديمة وأقيم بدلا عنها أبنية حديثة التصميم في بداية الستينيات .
وأزيلت العديد من أشجار السنديان المتناثرة في الحي .
وتبدل النشاط التجاري وتنوع وازداد منذ بداية السبعينيات وما أدل على ذلك إلا ونحن أطفال نلعب كرة القدم في الحارة لندرة السيارات وقلة المحلات التجارية .
ومن معالم الحي قبل الثمانينيات مقهى باسم " وهان "من مدخل شارع الباكستان أزيل فيما بعد وتحول إلى محل تجاري كبير .
ولو استعرضنا المحلات التجارية عبر السنوات لوجدنا بقاليتان مهمتان في ذاكرة الحي بقالة العم "أبو ماجد" الرجل الهادئ اللطيف وبقالية العم الطيب النقي التقي المثقف الأصيل "أبو بديع" رحمها الله ...
3
ومن أهم الأنشطة التجارية في الحي تجارة الأخشاب وبيع الأثاث المنزلي العالي الجودة ومن المحلات التي كانت وقسم منعا لا يزال قائما ( مفروشات القوتلي ــ البسطامي و لسواح و الأرناؤوط وأبو لبدة والراعي والدقاق والأعرج ) ومحل نجارة عربي يصنع الأبواب والنوافذ للحجي "أبو ماجد الزرزور " ويمثل محل تجارة الأخشاب ل "جبري و كريدلي والسيد" معلما بارزا في الحي ومحلا شهيرا كان محل نجارة للجار الطيب "أبو عبد فخري وولده أبو علي" ــ رحمها الله ــ وتحول فيما بعد لمحل لبيع الهدايا ويبدو أن الأيام غيرت في ذلك.
ومن أهم الأنشطة التجارية في الحي تجارة الأخشاب وبيع الأثاث المنزلي العالي الجودة ومن المحلات التي كانت وقسم منعا لا يزال قائما مثل ( شركس ومقصوصة وأدوار و خورين وبشير وأبو دياب ) يضاف إلى ذلك أزياء عبد للجينز والذي كان في الستينيات محلا لبيع الفول والحمص يديره رجل طيب اسمه " أبو العز" رحمه الله .
ومن المعالم الهامة للحي "مصبغة علي بابا" التي يدبرها منذ ثمانية وأربعين سنة العم الطيب الخلوق الحاج : أبو عبدو" ــ أطال الله في عمره ورزقه ــ . والتي تتوسط الحي وكانت المصبغة تلك محلا للخضار فيما سبق في الستينيات .وهناك محلان لتجارة الدهانات الأول تحول إلى تجارة المرتبات الطبية
" فرشات الأسفنج " الجباصيني والمحل الثاني الأقدم للعم الكبير " أبو وليد" ــ طيب الله ثراه ــ و ابنه الرجل الكاريزما الجميل " زياد " , وعتبة محل العم أبو وليد هي الأنظف دوما لذلك كان كل شباب الحارة يتجمعون عندها للجلوس وللاستماع لطرائف السيد "زياد" التي لا تنسى .
ومن المحلات التي تركت أثرا في الحارة محل فروج العابد للجار الطيب الخلوق " أبو فراس " رحمه الله وجعل مثواه الفردوس .
واليوم هناك محلان لبيع القهوة البن في الحي على ما اعتقد وكذلك هناك عدد من محلات الخردوات مثل - الحسامي والمؤذن و الكلاس و كريدلي –
4
وفي الحي عدد من العيادات الطبية الذائعة المكانة أشهرها للنطاسي الكبير والطبيب الإنسان الدكتور : خالد الخياط , والدكتور وضاح العسلي , والدكتور : أنطون شلهوب .... ومن أطباء الأسنان : ( الدكتور أنطون شنيص والدكتور عاطف درويش والدكتور عبد اللطيف النشواتي) .
ومحل لتعويضات السنية بإدارة " سمير مشيلم"
ومن المحلات أيضا محل "أبو علي" الشهير للحلويات ومحل "النمس" للفراء ويكاد المحل الأخير أن يكون من المحلات النادرة التي تهتم بالفراء . ويتوسط الحي مطعم وملحمة لواء أسكندرون لصاحبة العم "أبوسمير "رحمه الله.
وكذلك محل القدسي لتجارة الألعاب ومحل " كبة "للتمديدات الكهربائية وقد أزيل فيما بعد ومكتب زمرد لحجوزات الطيران الذي يديره " المحترم : غازي السواح " والذي كان سابقا محل نجارة بإدارة الرجل المحبوب " أبو غازي " .
ومن الأسر التي كانت تسكن الحارة وبعضها لا يزال : آل العاني و آل السروجي وأل الحسني ابنة الشيخ بدر الدين الحسني الحاجة سلمى وال البيلوني وأل قصيباتي و آل إسماعيل وآل شرف وأل الحبال وآل البهلول وآل المصطفى وآل الخطيب وآل عجك وآل الموصلي وآل القاضي وآل النحلاوي وآلا الزعيم وآل درويش وآل زيتون وآل الزنابيلي وآل زريق وآل ديبو وآل العوا وآل عرابي وآل الجاويش وآل جميل وآل الدمشقي وآل مغربية وآل الموالدي وآل الغصين وآل الطويل وآل زريق وآل مملوك وآل جميل وآل الشيرازي وآل كبا وآل العقاد وأل دلي أحمد وآل بطحيش وآل ناصيف وآل صطيف وآل العقيقي وآل ذو الغنى وآل رستم وآل عبد الحميد وغيرهم من الأسر التي خانتني ذاكرتي بحضور أسمائهم .
5
ومن شباب الحارة في السبعينيات والثمانينيات ــ وأرجو أن لا أنسى أحد مع الاحتفاظ بالألقاب : ــ همام سروجي ــ بدر بيلوني ــ بشار العاني ــ أبو علي فخري ــ عماد عقيقي ــ رأفت ذو الغنى ــ إبراهيم مشيلم ــ عبدو الحضاري ــ محمود صاصيلا ــ محمد عميري ــ فيصل وسامر كبا ــ فارس الصيدلي ــ أبوطارق الصيدلي ــ أبو حديد ــ حسام إسماعيل ــ محمد الشيرازي ــ أحمد ورياض دلي ــ بسام وبشار وأيمن وإياد عقاد ــ سمير ناصيف ــ نهاد ونضال دعيبس ــ محمد الأهدل ــ موسى أبو بكر ــ محمد وبشر جميل ــ حسان ــ طلال زريق ــ محمد العوا ــ عمار نحلاوي ــ حسان وأحمد ومحمد ومصطفى وفارس وفراس ومحمود المصطفى ــ هيثم وأيمن وفؤاد شرف ــ عبدو ومحمود وحسين غوراني ــ ماهر وسامر وطريف الخطيب ــ عمر ومحمد زيتون ــ توفيق وغياث مغربية ــ هيسم درويش ــ حسام وسعد ومظهر دمشقي وعلي وعبد الغفار جبري ــ أحمد ومحمود السيد ــ محمد كريدلي وغيرهم وغيرهم ممن غابوا عن ذهني .
في كل زاوية وفي كل بيت وفي كل حجر ذكريات للطفولة والشباب والأهل
والجيران ما فارقت الخيال يوما رغم تراكم السنين الطويلة
وصدق الشاعر حين قال :
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى
مـــــــــــــــــا الحُـــبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ.
كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتـى
وَحَنينُـــــــــــــهُ أَبَـــــــــــــداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ.
حسان علي مصطفى