وكغيري من البشر ابحث دوما عن الشعور بال'قيمة'، عن شيء ما يجعلني افتخر بنفسي، يعطيني جرعة من الدوبامين، فقد شعرت مثلا بهذه القيمة عندما تكلم احدهم عني بخير ذات مرة، لكن سرعان ما ذهب الشعور، ووجدتها احيانا عندما كنت اتمكن من شراء ما اريده او بعد ان احقق شيئا بعد طول انتظار، لكن سرعان ما يذهب شعور القيمة هذا، واعود كما كنت ابحث عنها في مكان آخر او الى جرعة ثانية، ثم اجتهد في العمل اكثر وأكثر وأكثر فيعطي ذلك نتيجة ويقول القائلون انه مجتهد ومثابر، اشعر حينها بالقيمة ثم ما تلبث ان تنطفئ، لم تدم اي قيمة منها لأكثر من لحظات وربما ساعات في احسن الأحوال، ثم يعود الشعور نفسه والبحث نفسه، دوامة لا تستقرّ وقلق وبحث،
حتى سمعت أحدهم يتدبر بآية "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم"، ويقول (أن كل السرّ هو في 'اللا تعلق' بالأشياء، فكلما كان التخلي اقوى كلما كان الشعور بالقيمة أكبر وأدوم، الى ان يصل الواحد منا ليستمد قيمته فقط منه سبحانه)، ففهمت أن الأمر كما كنت أبحث عنه كان بالطريق المعاكس تماما، وأن قيمتي يجب ان تكون بالتخلي لا بالحصول،
ثم جربت ولمرات محدودة ان تكون قيمتي مستمدة منه سبحانه، ان استمدها كونه راضٍ او عندما اقاوم شيء ما احبه جدا، فقط ليرضيه سبحانه، او عندما اقوم بعمل لا يراني فيه احد وكان يمكن لي ان لا اقوم به، لكني قمت به، كنت اسعى حينها لأجرب هذا النوع من القيمة، وعلى الرغم اني لم افعل الكثير لأحصّل قربه سبحانه للأسف الّا انها كانت المرات الوحيدة التي يدوم فيها شعور جميل بقيمتي، يدوم ساعات وايام ربما واحيانا اكثر، أعترف أني لم اجرب هذا الشعور سوى مرات قليلة، لكني تيقنت ان القيمة التي ابحث عنها لا توجد الا عنده سبحانه، بترك التعلّق بغيره وجعلها مستمدة منه وحده.
رنا شىربجي
لطالما تحريت الفرق بين الرياء واثبات الذات فالانسان يميل دوما ليحقق قيمة ومكانة عالية بين الناس ولا شك ان لهذا الميل اهمية كبيرة في نفس الانسان فهو دافع قوي له للالتزام بالاخلاق الحسنة والعمل اللائق والعلم وغيرها من مجالات الحياة فلا ننكر ان لنظرة الاهل والاصدقاء والمجتمع اهمية كبيرة في نفوسنا ...حتى اننا نحب من الناس من نشعر بقيمتنا واهميتنا عندهم...فانه لجهاد عظيم للنفس ان تكون اعمالنا جميعها خالصة لوجه الله تعالى ولايتعلق قلبنا الا به ...جعلنا الله واياكم بقلب سليم وحظ عظيم ومن ورثة جنة النعيم
لينا دعبول