أساسٌ فوق تربةٍ رخوة
لم يتأكد من تاريخ ميلاده
فربما تأخر من بلَّغ عن مولده
أو أن الموظف أخطأ بالتدوين
قد يتغير انتماؤه لبرج دون آخر
ويخطئ العراف بقراءة الطالع
هذا إن كان يُصيب في الأصل!
سيتعامل مع اسمه وتاريخ ميلاده
كما يتعامل مَن بُترت ساقه من لغم
أو كما يتعامل، من طُبعت على بؤبؤه (لَقَطة)
هي مُسَلَّمَةٌ مرجوجة
لم يتدخل في صناعتها
ولم يجرِ عليها استفتاء شعبي دقيق
كثيرةٌ هي المُسلَمات المرجوجة
يفبركها من يكتبوا التاريخ
و يصنعها رجال الفكر والسياسة
البُرهان، والبيان، والعرفان، أنظمة معرفية
ليس بينها فواصل لتكون متخاصمة، وليس بينها تطابق لتكون متصالحة
لكن المنظرون يحملونها أكثر مما تستطيع
يسير العالم الغربي على نظام البرهان
فترتفع أبنيته، واختراعاته، وتطلعاته
فهي بلا حدود
يلتزم الصينيون والهنود بالعرفان
فيُرجعون كل فعل لتدخل النجوم والأبراج
ويسمون سنواتهم بأسماء تتلاءم مع ذلك
يُخضع المسلمون توجهاتهم للفقه واللغة
القضاء والقدر لهما دور
ومعصية الخالق وطاعته لهما دور
يُسرق مالٌ من أحد..
يطمئنه البياني، بأنه إن كان حلالاً سيعود
وإن لم يَعُد فهو ابتلاء
يستعين بأقسام الشرطة
فترفع البصمات، وتدخل للمختبرات
إنه سلوك (برهاني)
يعطونه عنواناً لعرَّافة
فيُهرع لها
تضرب بالرمل وتبتسم
إن عاد المال المسروق
ضاع الأبُ الحقيقي للنتيجة بين (العرفان والبرهان والبيان)
وإن لم يعُد، اختلطت الخيبة بالرجاء