منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 22

العرض المتطور

  1. #1
    بورك الجهد والعمل.. أول مرة اسمع بالدناكل حقيقة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    الأرومة العربية (14)

    إريتريا

    قبل أن نتكلم عن إريتريا، دعونا نستذكر نقطة مثيرة للتساؤل، وهي التقسيم الذي زرعته (الإسرائيليات) في أذهان المؤرخين العرب وحتى العالميين، وهو التقسيم الذي يجعل من البشرية أنهم أبناء (سام وحام ويافث) أبناء نوح عليه السلام !!

    لا أدري ما هي المصادر التي جاء بها الطبري وابن كثير وغيرهما، التي تستند الى هذا الأمر، ونحن لا نُسلّم إلا بما أورده القرآن الكريم { حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل } [هود40]

    في مصادر الإخباريين العرب، يجعلون هذا القليل (80) نفراً، والتساؤل هنا: أين ذرية هؤلاء (القليل)، وكيف لرجل واحد أن يكون له أولاد بألوان مختلفة؟

    أوردنا هذا التقديم، لأنه في ذكر أنساب الأقوام التي نذكرها في موضوعنا (الأرومة العربية)، نجد من المؤرخين من يحاول تكييف سكان تلك الأقطار ليجعلهم بالقوة أنهم أبناء سام أو حام أو من نتاجيهما !! لكننا نبقى نستخدم ذلك بحذر...

    رحم الله شيخ المؤرخين العرب (العلاّمة طه باقر)، عندما قال: لو كان عمر البشرية سنة (365 يوماً)، لكان ما تم توثيقه ساعة فقط! ...

    فالعرب عندما توجهوا الى إفريقيا، كان بها ناس قبلهم، تعايشوا معهم وتصاهروا، وأنتجوا أجيالاً ليست صافية تماما، ولكن ذلك الانصهار كوّن ما نطلق عليه (الأرومة العربية) خصوصا إذا عدنا لما ذكره الدكتور الياس فرح في كتابه (المجتمع العربي): أن سكان الأرض كانوا (200 مليون) عند ميلاد المسيح عليه السلام، فإن سلمنا بتلك المعلومة، فإن العدد سيكون أقل من ذلك بكثير قبل ميلاد المسيح بأربعة آلاف سنة (أي منذ بداية تدوين التاريخ)...

    [] [] []

    إريتريا: بلد (عربي) يقع غرب البحر الأحمر وسواحله على البحر الأحمر طولها 1000كم، وسكانها حوالي 6 ملايين، ومساحتها حوالي 120ألف كم2، استقلت عن إثيوبيا عام 1991، ولم تنتسب للجامعة العربية ولكن لها صفة مراقب حالها حال تركيا والبرازيل!*1

    [] شعب إريتريا:
    بحكم موقع إريتريا الجغرافي، كانت مسرحا دائما لموجات متتالية من الهجرات البشرية المختلفة (سامية، حامية، زنجية، عربية، كوشية) فالشعب الإريتري مزيج من هذه التزاوجات التاريخية، تطغى على ثقافتهم وملامحهم السمات العربية*2

    [] [] الأحباش:

    لا يمكن الحديث عن إريتريا، دون ذكر الحبشة، فتاريخ الأحباش الذي يتفق عليه كثير من المؤرخين في العالم، بأن أناس من اليمن هاجروا الى الهضبة الإثيوبية واختلطوا بسكانها الأصليين من الكوشيين والزنوج، وكونهم أكثر تحضراً من السكان الأصليين باستعمالهم أدوات الزراعة والبناء والسلاح وغيرها، فقد تسيدوا تلك الأقوام وحكموها...

    أما متى كان ذلك؟ فيعتقد من خلال فحص الحفريات أنه في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقد عقب الهجرة الأولى هجرات متتالية وواسعة من اليمن، وكانت محطاتها الأولى في إريتيريا*3

    أما لماذا سموا بالأحباش، فلأن الفوج الأول من المهاجرين كانوا من قبيلة (حبيشات) اليمنية، والذين أحضروا معهم لغتهم التي كانت سائدة ولا تزال حتى اليوم لغة (الجعيز) ومنهم من يقول أن أصل تلك اللغة يعود لقبيلة هاجرت مع (الحبيشات) هي قبيلة (الأجاعز)*4

    يورد الأحباش قصتين عن حكمهم لإريتريا

    الأولى: يرويها (هيلا سي لاسي) لصحفي بريطاني، أن جده (هيلاسي لاسي الأول) كان قبل المسيح عليه السلام ب (4530) سنة! وأن أعداد الأباطرة الذين حكموا الحبشة (312) إمبراطور، زوّد الصحفي بأسمائهم! *5

    والرواية الثانية: أن بلقيس ملكة سبأ كانت عاصمة مملكتها تقع في أكسوم/ إريتريا،، فلما جاءت الى بيت المقدس، أفرد لها سليمان جناحا لتنام في قصره، شرط أن لا تلمس شيئا إلا بإذنه، فدس لها البهارات في طعامها، فقامت لتشرب فلمست (القلة)، فخالفت الشرط فأصابها فحملت منه ولداً,,, أصبح فيما بعد ملكاً لإريتريا، فنهب تابوت موسى وهرب به برفقته 40ألف من اليهود الذين أصبحوا فيما بعد (يهود الفلاشا)*6

    عندما جاء الإسلام، حاول الرومان الاستعانة بالمحاربين الإريتيريين لكنهم منوا بالهزيمة فكانت بلادهم أول بلاد تدخل الإسلام من الحبشة وأكسوم

    وفي إريتريا تياران تيار، لا يريد التقرب من العرب ويعتنق المسيحية، ويتزعمه (أسياس أفورقي) وتيار عروبي تم تشريد مناضليه، وتيار (أسياس أفورقي) يدعمه الكيان الصهيوني ويستأجر معظم جزر إريتريا في البحر الأحمر والبالغة 127 جزيرة*7

    خاتمة:
    لم ندرج إريتريا مع حلقة (القرن الإفريقي) لأهميتها .
    ..


    المراجع:
    *1ــ موسوعة السياسة/ عبد الوهاب الكيالي وآخرون/ المجلد الأول صفحة 123
    *2ــ تاريخ إريتريا المعاصر ــ أرضاً وشعباً/ محمد عثمان أبو بكر/ القاهرة/1994/صفحة14
    *3ــ الأحباش بين مأرب وأكسوم/ ممتاز عارف/ بغداد 1975
    *4ــ اليمن عبر التاريخ/ أحمد حسين شرف الدين/ مطبعة السنة المحمدية / القاهرة 1964 صفحة 70
    *5ــ الأحباش بين مأرب وأكسوم/ صفحة 40
    *6ــ المصدر السابق ص43
    *7ـــ جذور الخلافات الإرتيرية وطرق معالجتها/ عثمان صالح سبي/ المكتبة الإرتيرية

  3. #3
    الأرومة العربية (15)


    الجزائر

    أصل التسمية:

    تم تسمية بالجزائر، نسبة الى المدينة (الجزائر) التي كانت في الزمن الغابر قرية حقيرة لا شأن لها وكانت تسمى بلسان (الأمازيغ: البربر) آرغل أي المكان المستور أو المخفي ,,, وفي عهد القرطاجنيين (الفينيقيين) أسس فيها ميناء اسمه (إيكوسيم Ikosym) ومعناه الجزائر أو جزيرة الطيور غير الظاهرة (المخفية)

    وفي القرن الثاني الهجري، سكنت بها قبيلة بربرية اسمها (مزغنان) وهي بطن من بطون (صنهاجة) فسميت القرية بجزائر بني مزغني ولا تزال القرية موجودة شرق مدينة الجزائر الحالية ب 80كم. *1

    أما شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور محمد بن أبي شنب رحمه الله، فيقول أن سبب تسمية المدينة بهذا الاسم أنه كان قبالة المدينة صخور متجاورة تشبه الجزر، منها الصخرة الكبيرة المعروفة باسم (سطفلة) فإذا هاجم القرية أو الميناء أعداء احتمى المدافعون عن المدينة بتلك الصخور أو الجزر المخفية

    تاريخ الجزائر القديم:

    من ليبيا حتى موريتانيا، لم تكن هناك موانع لا سياسية ولا جغرافية تفصل بين المناطق، فكان التنقل بينها سلس، وقد كان هؤلاء السكان يطلق عليهم اسم (ليبيين)، ومن ثم أطلق عليهم الأوروبيون اسم بربر، ولم تكن لهم لغة واحدة يتم التفاهم من خلالها، إلا أكبر تجمعاتهم القبلية وهم (زناتة، ومصمودة، وصنهاجة) وهي منتشرة في كل من تونس والجزائر والمغرب*2

    لم يعرف المؤرخون دولاً ذات شخصية في بلاد المغرب (تونس، الجزائر، المغرب) إلا بعد مجيء الفينيقيين من المشرق العربي، والذين بقوا في تعايش وسلم مع سكان البلاد الأصليين، معترفين بشهامتهم وقوتهم ومنعتهم، لم يزاحموهم السيادة، لكنهم نقلوا إليهم فنون التجارة والبحارة والاقتصاد وباقي شؤون الحضارة، وبقوا كذلك منذ 1200ق.م حتى نهاية الحروب البونية عندما انخدع السكان الأصليون بوعود الروم واصطفوا الى جانبهم لهزيمة الفينيقيين ونهاية دولة قرطاج*3

    حوادث في تاريخ الجزائر القديم
    880ق.م مقدم الأميرة الفينيقية (جونو) وتأسيس قرطاجنة
    536ــ306 ق.م : حروب صقلية بين الفينيقيين والرومان
    264ـــ 146 ق.م الحروب البونية وسقوط قرطاجنة

    لقد منح الرومان لسكان الجزائر ما يشبه الحكم الذاتي وهذه قائمة بأشهر حكامهم منذ هزيمة القرطاجيين أمام الرومان:
    نرهفاس مملكة نوميديا الوسطى تاريخ تولية الحكم 238ق.م
    صيفاقس مملكة نوميديا الشرقية سنة 230ــ 202ق.م
    غولا بن نرهفاس مملكة نوميديا الوسطى 201 ق.م
    مصينيا نوميديا الوسطى 227ـــ149ق.م... واستقلال الجزائر

    [] [] 146ق.م ـــ 431م... خضوع الجزائر للاستعمار الروماني (الإيطالي) وينسب بناء روما للقائد روميلوس 764ق.م الذي بنا روما...

    [] [] من 429ــ534م : الجزائر تحت سيطرة الوندال... والوندال هؤلاء هم قبائل جرمانية كانت تعيش شرق ألمانيا الحالية أو في بولندا، مشهورة بهمجيتها وخشونتها، كانت دولة روما تتجنب أن يختلط هؤلاء الهمج برعاياها، ولكن لما ذهب أهل روما لملذاتهم استعانوا بهؤلاء الهمج لحفظ النظام، فانقلبوا عليهم واحتلوا ممتلكاتهم، فهاجموا إسبانيا و احتلوها فسميت باسمهم (واندولسيا: الأندلس)*4

    [] [] عودة الروم 534ـــ حتى الفتح الإسلامي
    لكن هذه المرة ليس روم (روما) بل روم بيزنطة (استانبول) الذين راعهم ما فعل الوندال بأخوانهم ....ولكن الجزائريون قاوموهم وعرفوا أطماعهم ... وبذلك أسدى الوندال خدمة للجزائريين إذ أنهم بعد أن خارت قواهم أمام البيزنطيين جعلوا الجزائريين يصحوا وينتبهوا للقادم، كانت بيزنطة تحكمهم بالاسم، ولكن هم من كانوا يحكمون أنفسهم هذه المرة، مما هيأ تقبلهم للعرب المسلمين فيما بعد*5

    [] [] الفتح العربي ومن بعده الدولة الرستمية ومن بعده التابعية الفاطمية ومن بعدها دولة بني حماد ومن بعدها التابعية لدولة الموحدين ومن بعده دولة بني زيان فالتابعية للعثمانيين فالاحتلال الفرنسي ثم الاستقلال

    [] [] [] [] شرق، غرب.... غرب، شرق

    بغض النظر عن الحساسيات التي تظهر بين المشارقة والمغاربة، فالأرومة العربية تجمعهم... فهذه الحساسيات قد تكون على هامش عرقي، أو ديني أو مناطقي، وهي موجودة منذ قابيل وهابيل، ورأيناها في الأندلس عندما أصبحت الدولة الواحدة 37 دولة، ورأيناها في عصر الأتابكة، ونراها اليوم في الدول العربية ...

    إن كل ذلك لا يؤثر في مسألة (الأرومة) ...فإذا كان الفينيقيون عندما تكالبت عليهم الظروف توجهوا غرباً لتونس والجزائر والمغرب، فإن الجزائريين عندما أثقل عليهم الفرنسيون باحتلالهم، سارعت خمسمائة عائلة ــ معظمهم من الأمازيغ ــ للتوجه شرقا نحو دمشق وعلى رأسهم الأمير عبد القادر الجزائري سنة 1847...

    سرعان ما تعاملت تلك العائلات مع المكان الجديد، وكأن أجدادهم القدماء قد ولدوا به، لا بل ساهموا في إطفاء الفتنة الدينية التي اندلعت عام 1860، وكاد المسيحيون أن يتعرضوا للفناء لولا تدخل الجزائريين، هذا ما ذكره مؤلف كتاب (تاريخ زواوة) والذي ألفه عام 1919*6













    هوامش:
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    *1عبد الرحمن بن محمد الجيلالي/تاريخ الجزائر العام/الجزء الأول/مكتبة الشركة الجزائرية 1965 صفحة 33
    *2ــ عمورة عمار/موجز في تاريخ الجزائر/دار ريحانة/ القبة/ الجزائر/2002/ط1/ص6
    *3عبد الرحمن بن محمد الجيلالي/تاريخ الجزائر العام/الجزء الأول/مكتبة الشركة الجزائرية 1965 صفحة 80
    *4ــ محمد محيي الدين المشرفي/ تاريخ إفريقيا الشمالية القديم/ دار الكتب العربية 1969/ صفحة 133
    *5ــ أحمد توفيق مدني/هذه هي الجزائر/مكتبة النهضة المصرية 1956 صفحة 54
    *6ــ أبو يعلى الزواوي/ تاريخ زواوة/ القاهرة 1919، صفحة 93

  4. #4
    الأرومة العربية (16)

    المغرب


    في بداية حديثنا، من المفيد أن نورد بعض الطرف التاريخية أو (التأريخية)، فقد يقوم من يبدأ بتأريخ مسألة قوم أو شعب أو أمة ليؤسس لذلك، فإن تأسيسه في بعض الأحيان يعتمد أحاديث الناس، أو تصفح بعض الكتب القديمة، والتي غالباً ما تؤسس بناء على مقابلات والحديث مع الناس وتدوين ما يقولون...

    اللفتنانت الكولونيل فريدريك. ج. بيك مؤلف كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائله المكون من 640 صفحة، خير مثال، للمؤرخين الذين يربكون القارئ والباحث في تتبع المعلومات... في الصفحات 304 الى 306 يورد الكاتب عن الرمثا، التي أنا من مواليدها، وأزعم أنني على معرفة بعشائرها معلومتين تثير الاستغراب:
    1ــ يقول: أن عشيرة (السكاكرة) تنقسم الى فرعين: السقاقرة والذيابات، أما الذيابات فينقسمون الى: الشقران، والسلمان والخطبا!!*1
    2ــ يقول الكاتب: أن عشيرة (المنايعة) حمولة صغيرة أتت من درعا في سوريا، بغض النظر عن المعلومة فإن الحمولة اسمها (المنايصة بالصاد) وليس المنايعة (بالعين)...
    3ــ ومن الطريف أن الدكتور أحمد عويدي العبادي يذكر في كتابه (العشائر الأردنية /الأرض والإنسان والتاريخ) عشيرة (المنايصة التي هي بالصاد) يذكرها (المنايعة) كما ذكرها الكاتب الإنجليزي*2

    لقد سقنا هذا المثل للتدليل على عدم دقة المعلومات والتي لم يمض عليها قرن من الزمان، وأنا لست مؤرخاً ولكني هاوٍ في هذا المجال...

    كيف إذا أتينا على تاريخ إقليم كشمال إفريقيا مثلاً، فإن من يقرأ عنه سيكون أمام مشكلات من أنواع مختلفة، منها العنصرية ومنها الموجهة بخبث لتثير الضغائن وتعبئ الصدور بأحقاد الخ

    وإن مؤسس علم فلسفة التاريخ ابن خلدون، خير من كتب عن تاريخ شمال إفريقيا، ومن المفيد أن نجمل ما كتب باختصار شديد لأن معظم المؤرخين يعودون إليه في كتاباتهم:
    [] [] ((يُقال أن إفريقيش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة (اليمنيين) لما غزا المغرب وإفريقيا وقتل ملكها (جرجيس) وبنا المدن والأمصار سماها (إفريقيا)*3

    [] [] (( وقال الكلبي إن كتامة وصنهاجة ليستا من قبائل البربر وإنما هما من شعوب اليمانية تركهما إفريقيش بن قيس بن صيفي كقوات للحماية والسيطرة*4))

    [] [] ((إن النعمان بن حمير بن سبأ كان من أعظم ملوك اليمن، وقد جمع أبناءه وقال لهم أريد أن أبعث بعضكم الى المغرب من أجل إعماره، فترددوا بالقبول، فعزم عليهم فذهبوا ... ويذكر ابن خلدون أسماء هؤلاء الأبناء، وكيف تقابل أسماؤهم أسماء بلاد المغرب حيث تسمت بأسمائهم))*5

    [] [] ((ذكر آخرون ومنهم الطبري وغيره، أن البربر أخلاط من كنعان والعماليق، فلما قُتل جالوت على يد داوود تشتت أتباعه، ونقلهم إفريقش من سواحل بلاد الشام الى إفريقيا وسماهم (بربر)))*6

    [] [] ويورد ابن خلدون نصاً آخراً ((البربر قبائل شتى من حمير ومضر والقبط وكنعان وقريش تلاقوا بالشام، فسماهم (إفريقش) البربر لكثرة كلامهم، وسبب خروجهم عند المسعودي والطبري والسهيلي هو أن (إفريقش) جيشهم (جعلهم جيوشا) لفتح إفريقيا ومن شعر إفريقش بذلك:
    بربرت كنعان لما سقتها ... من أراضي الضنك للعيش الخصيب*7

    [] [] [] ويستمر ابن خلدون بسرد الروايات التي تتحدث عن هذا الموضوع، وهو بالمناسبة لا يقبل بأيٍ منها لا هو ولا ابن حزم، رغم أن معظم نظريات الإخباريين العرب ومن حذا حذوهم تردد واحدة أو أكثر من تلك التفسيرات والشروح...

    أما رأي ابن خلدون الذي يقتنع به (هو)، ((والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره، في شأن البربرـ فهم من أبناء كنعان ابن حام بن نوح، وإن اسم أبيهم (مازيغ) فلا يقعن في وهمك غير هذا)) *8


    إنما يثير اهتمامنا بقراءة التاريخ أو بإعادة قراءته هو كيف حلول الماضي بالحاضر، أي كيف تتحدد سلوكيات المجتمعات القارئة لتاريخها بناءً على القراءات المتعددة..
    ولم نعد نهتم بالسرد المتتابع كما كان يفعل أجدادنا من قدماء المؤرخين كالطبري وابن الأثير والمسعودي، ولكننا نحترم محاكمة ابن خلدون لتلك القراءات ونقدها، وما الذي يمكن أن نستنبطه من تلك القراءات وما يمكن أن نتوقعه من تغيير سلوك المجتمعات إذا ما استطاعت هضم تلك العبر المستخلصة...

    ولكن يرى بعضهم ــ وقد يكون محقاً ـــ أن الإسهاب في التحليل، يبعث على السأم والملل، فتكون العودة لكتابة التاريخ بشكله القديم، لكن بالدراما والأعمال التلفزيونية الوثائقية أكثر فائدة لإيصال رسالة الكاتب لأخذ العبر من قبل المشاهد دون تدخل المحللين*1...

    المغرب : المعنى

    الغرب في اللغة لا تعني الاتجاه الجغرافي فحسب، بل تعني البعد والإبعاد المتعمد أو الطوعي*9... فنحن في (حوران) نقول عندما تتزوج بنت في بلدة أو بلد بعيدا عن أهلها يقال (متغربة) وعندما يضايق قط أو حيوان أليف أهل الدار بأكل دجاجهم أو حمامهم ولا يريدوا قتله، فيقولوا: غربوه أي أبعدوه عن المكان دون قتل...

    بينما كانت ليبيا وتونس والجزائر والمغرب (مراكش) والأندلس في العهد الأموي يُطلق عليها (بلاد المغرب)، فإنه في العهد العباسي كان يُطلق على كل ما يقع غرب بغداد ب (المغرب)، فقد ولّى الخليفة العباسي المهدي (774ــ786م) ابنه هارون بلاد المغرب من الأنبار حتى إفريقيا، كما ولّى هرون الرشيد جعفر ابن يحيى البرمكي المغرب من الأنبار حتى إفريقيا(تونس يعني)*10

    أما اسم المغرب قبل الإسلام فكان يُطلق عليه (ليبيا) وهي من المغرب الحالي حتى حدود مصر، ثم خرجت أسماء نوميديا للجزائر وإفريقيا لتونس *11
    [] [] []

    ما الذي يُزعج سكان المغرب بربطهم بالعرب؟؟
    إن من تناوب على استعمار البلاد المغربية منذ القدم من فينيقيين ورومان ووندال وغيرهم قبل العرب، كانوا يحطون على السواحل والمناطق السهلية الخصبة ولا يتوغلوا في الجبال والصحارى...

    كانت الأصالة السكانية تنحصر في الصحارى والجبال، وهم ما يحملون فقه المقاومة ورفض المحتل، مهما كان، حتى لو كان عربيا...

    لقد نهبت القوى الاستعمارية القديمة خيرات المغرب، ولم يكن من السهل استتباب الأمن بدخول العرب، كما يُبسط بعض المؤرخين والمثقفين، وصفحات التاريخ الإسلامي مليئة بما يدلل على قولنا هذا...*12

    لا يقبل أبناء المغرب كما هم أبناء الجزائر وغيرها، أن يمُنّ عليهم العرب بإدخال الحضارة، وإن كانوا يقرون اعترافهم بفضل العرب بإدخال الدين الإسلامي...

    فيذكر الكتاب المغاربة والذي معظمهم من مناطق لم يتقبل الاستعمار، بأن المغاربة قدماء قدم التاريخ، فهم لا غربيون ولا شرقيون (يعني لا أوروبيين ولا عربا)، وأن حضارتهم قديمة ويستشهدوا بكتابات المصريين القدماء*13

    نحن نطالب بالامتناع عن المفاخرة بالعرق، لكننا نصر على مسألة (الأرومة العربية)، فلو عدنا لما ذكرناه في الحلقة الأولى من أن كل ألف سنة تختلط دماء عشرين ألف شخص في نتاج الشخص بعد مرور ألف سنة... وإذا اعتبرنا أن علاقة الشرق العربي والغرب العربي عمرها أكثر من ثلاثة آلاف سنة فإن الانصهار بالنتاج يقترب من الاكتمال

    ودليل انجذاب أبناء (الاتجاهين الغربي والشرقي) في كل المحن والمناسبات هو خير دليل، أما المثقفون والكتاب الداعون للغمز بتلك العلاقة، فإما نتيجة استفزاز الطرف الآخر، أو نتيجة غايات مبيتة مسبقا...

    لقد خفي على الغامزين بأهلية العرب بأن ينتسبوا لأمة، ويلمحوا للآخرين بضرورة الانتساب والانشداد لها بقوة، بأن هؤلاء القادمين من الشرق ليسوا همجا أو رعاة وقطاع طرق كما يغمز بجانبهم الفرس والغرب، بل هم ورثة ونتاج حضارات اليمن (سبأ وحمير، وكمنهو وقتبان وغيرها) كما هم ورثة الكنعانيين أول من وضع الأبجدية في العالم وورثة حضارات العراق (سومر، وأكد، وبابل، وآشور، وأشنونا)، وورثة حضارات مصر والأنباط وغيرها، ومهبط كل الديانات السماوية، فليس عرة الانتساب لتلك الأمة بل مفخرة ما بعدها مفخرة...

    وإن حضارات المغرب القديم قبل دخول العرب ستزيد سفرا حضاريا، فوق تلك الأسفار التي ستصبح بالتالي ملكا لجميع أبناء الأمة ومفخرة لهم كلهم





    من المراجع:
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
    *1ــ تاريخ شرق الأردن وقبائله/ الكولونيل فريدريك. ج. بيك/ ترجمة: بهاء الدين طوقان/الدار العربية للنشر والتوزيع/عمان (بلا تاريخ للنشر) ص304
    *2ــ العشائر الأردنية /الأرض والإنسان والتاريخ/أحمد عويدي العبادي/ الدار العربية للنشر والتوزيع 1988/ صفحة 655
    *3ــ ابن خلدون: العبر في ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر/ الكتاب الثالث، أخبار البربر والأمة الثانية من المغرب وذكر أوليتهم /منشورات بيت الأفكار الدولية ص 1597
    *4ــ المرجع نفسه صفحة 1598
    *5ــ المرجع والصفحة نفسها
    *6ــ المرجع نفسه صفحة 1599
    *7ــ المرجع نفسه 1600
    *8ــ المرجع نفسه والصفحة نفسها
    *9ــ ابن منظور: لسان العرب
    *10ــ المسعودي: مروج الذهب ص38-40
    *11ــ حسن خضيري أحمد/ صفحات من تاريخ المغرب الإسلامي/مكتبة المتنبي/الدمام 2005/ صفحة 15ــ30
    *12ـــ ممكن العودة لسلسلة العقل العربي للدكتور محمد عابد الجابري والكيفية التي رافقت عصر التدوين للفراهيدي وابن سيار في اعتمادهم على الصحراء لتدوين قواميس اللغة العربية الفصيحة...
    كما يمكن العودة للدكتور عبد الله العروي، في مسألة كتابة التاريخ بكتابه (مجمل تاريخ المغرب)/المركز الثقافي العربي/ الدار البيضاء الطبعة الخامسة1996
    *13ــ رشيد الحاحي/ الأمازيغية والمغرب المهدور/منشورات الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة مختصرة ب (أزطا) 2013

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •