فلسفة الأخلاق والسياسة
(المدينة الفاضلة عند كونفشيوس) (11)
تلخيص كتاب
الشعب مصدر السلطات
إن الحديث عن الشعب باعتباره مصدر السلطات عند كونفوشيوس، لن يكون بالمعنى المستخدم لهذا المصطلح في العصر الحديث، وإنما بمفهوم آخر متميز.
فإذا كانت فلسفة كونفوشيوس تهدف الى إتاحة فرص التعلم أمام أبناء الشعب، واختيار الموظفين من بينهم، ثم خروج الوزراء من صفوة هؤلاء الموظفين، فهذا يعني أن الشعب مصدر السلطات، فالوزراء الذين سيتم اختيارهم هم في الأساس من بين طبقة الموظفين النابعين من الشعب...
ولتوضيح ذلك لنعيد النسق الكامل للفلسفة السياسية عند كونفوشيوس، المتمثلة ب:
1ــ أن الهدف الأساسي للحكومة هو تحقيق سعادة كل الشعب ورفاهيته.
2ــ يمكن تحقيق هذا الهدف فقط عندما يتم إدارة الحكومة بواسطة أبناء الشعب الأكفاء المؤهلين وغير الفاسدين...
3ــ إن القدرة على الحكم لا ترتبط بالانتماء لأسرة ما أو بالثروة أو المكانة الاجتماعية، إنما تعتمد فقط على الشخصية النزيهة والملمة بالمعرفة اللازمة لتسيير الحكم.
4ــ يتم الحصول على مثل هذه الشخصية عن طريق عملية التعلم المستمرة.
5ــ يجب على الحكومة نتيجة ذلك أن يتولى هؤلاء الأفراد شئونها، بعد أن يتم اختيارهم من وسط العامة...
[] [] []
إعاقة التعليم عند الشعب:
هناك قوى لا يسرّها أن يكون الشعب متعلما، لماذا؟
لأنه لا يسهل عليه تمييز الشخص المؤهل من غير المؤهل... وإن كان الجهل هو السائد، فيمكن شراء ولاءات الناس بالمغريات (المال، الخدمات الشخصية للمتنفذين من العائلات) فتمنح الثقة لنفس الطبقات الكارهة لتعليم الشعب...
وعندما تنوي القوى الكارهة لتعلم الشعب، فإنها تزيد رسوم التعليم أو إجبار المعلمين على الانحدار بالتعليم، أو رفع يد الدولة عن تأمين حق التعليم، وإحالته لجهات تعيق وصول أبناء عموم الشعب للحصول على التعليم ... عندها تحتكر الطبقة الحاكمة فرص التعليم الجيد لأبنائها...
وعند ذلك يصبح أبناء الشعب أشبه بالعبيد، وبناتهم تندفع للترفيه عن أبناء الطبقة الحاكمة...
[] [] []
[تشبيه: لنفرض أن كبار موظفي الدولة كلاعبين كرة القدم، فمن سيختار أعضاء فريق كرة القدم لمباراة مهمة؟ إنهم المدربون الأكفاء الذين لعبوا سابقا وأخذوا دورات بفنون التدريب... وعند تبديل أحد اللاعبين يكون السبب عدم تطبيقه للخطة أو تدني لياقته البدنية....
لن يقوم باختيار اللاعبين جمهور الفريق، أو النقاد والمحللين الرياضيين... بل من أنيط بهم مهمة التدريب فقط....
هنا المدربون في اختيار أعضاء البرلمان أو المرشحين لمراكز مهمة، هم الشعب! فإذا كان الشعب جاهلا لا يعرف الغث من السمين سيختار أعضاء برلمانات من التعاسة بمكان.]
هذا المثال فقط لتقريب الصورة عند كونفوشيوس