قال لي .. لماذا نمتدُّ في السراب .؟
قلت له .. لأن القرآن في عالمنا لا زال في طَورِ " التَّرتيل " .. ولم نعلو به إلى دور { التشكيل } !

نحن يـا ولدي .. نُتقنُ في القرآن الأداء الصوتيّ .. ونعجزُ كأُمّة عن الأداء السلوكي !

لا زال القرآن ؛ يتردد في { الحناجر } .. ولم نبلغ به أن يغيّر { المصائر } !

كان القرآن يا ولدي .. مع كلِّ تَنزُّل يخيط للصحابة أثوابهم الجديدة .. و ينسج لهم أرواحاً من نوره !

كان ينزعُ عنهم لباسَ الجاهلية الأولى ؛ مع كل سورة تُتلى !

لقد أُشرب الصحابة القرآن في قلوبهم ... لقد أُشربوه حتى تنفسوه سلوكاً .. وتنفسوه حضارة شَهِدَ لها الغرب قائلاً :
" إنَّ حضارة الإسلام بُنيت في أقل من 150 عاماً ومثلها يحتاج أكثر من 3000 عام حتى يبلغ ما بلغت "!

اليوم نحن ننتكس إذ نَعُد الختمات عدّاً عدّاً .. ونفرح إذ سبقنا الأقران و الأنداد !

و لو بُعِثَ فينا عمر الذي مكث في سورة البقرة 10 سنوات ؛ لأنكرَنا .. و لنالنا من دُرَّتِه نصيباً كبيراً !

يا ولدي ..
ارفق بالقرآن .. و توقف عن الهجر !

فبعض معاني هَجرِه .. أن تكون له تالياً ؛ و حياتك منه فارغه !

الدكتورة :
كفاح أبو هنود ~