المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين
في رثاء المخرج العربي العملاق حاتم علي(صاحب التغريبة الفلسطينية والزير سالم وصلاح الدين ) رحمه الله رحمة واسعة ...
يَبْكِيْ النُّبُوغُ عَلَيْكَ وَالإِلْهَامُ // وَتُرِيقُ دَمْعَ جُفُونِهَا الأَحْلَامُ
وَيْلِيْ عَلَى الوَرْدِ الذِيْ يَذْوِيْ وَلَمْ // عَنْ حُسْنِهِ تَتَفَتَّحِ الأَكْمَامُ
وَيْلِيْ عَلَى الطَّيْرِ الذِيْ أَوْدَى وَلَمْ // تَكْمُلْ بِسَاحِرِ ثَغْرِهِ الأَنْغَامُ
جُرْحٌ أَصَابَ مِنَ العُرُوبَةِ قَلْبَهَا // مَا وَحْدَهَا فِيهِ تُخَصُّ الشَّامُ
فِيْ كُلِّ قُطْرٍ لِلْعُرُوبَةِ مَأْتَمٌ // فِيهِ عَزَاءُ العَبْقَرِيِّ يُقَامُ
وَبِكُلِّ بَيْتٍ لَوْعَةٌ وَكَآبَةٌ // وَبِكُلِّ جَفْنٍ لِلدُّمُوعِ ضِرَامُ
تَبْكِيْ عَلَى النَّجْمِ الوَضِيءِ كَرَائِمٌ // وَيَصُونُ حَقًّا لِلْكِرَامِ كِرَامُ
لَيْسَ الذِيْ يَبْكِيْ لَهُ مَنْ حَوْلَهُ // مِثْلَ الذِيْ تَبْكِيْ لَهُ أَقْوَامُ
وَبَنَيْتَ مَجْدًا لَا يُطَاوَلُ رِفْعَةً // تَبْقَى تُشِيدُ بِذِكْرِهِ الأَيَّامُ
أَعْمَالُكَ الكُبْرَى تُحَدِّثُ عَنْ فَتَىً // كَمْ كَانَ يَحْدُو رَكْبَهُ الإِقْدَامُ
تِلْكَ الرَّوَائِعُ لَيْسَ يَعْرِفُ قَدْرَهَا // إِلَّا الذِيْ قَدْ هَزَّهُ الإِحْكَامُ
مِنْ كُلِّ رَائِعَةٍ تَحَارُ بِوَصْفِهَا // مَهْمَا أَجَادَتْ وَصْفَهَا الأَقْلَامُ
وَالعُمْرُ بِالأَعْمَالِ يُخْصِبُ مُمْرِعًا // مَا العُمْرُ مَا حُسِبَتْ بِهِ الأَعْوَامُ
مَا عَاقَهُ عَنْ نَيْلِ بُغْيَتِهِ أَذَىً // أَوْ حَالَ دُونَ مُرَادِهِ إِحْجَامُ
فِكْرٌ نَقِيٌّ لِلْأَصَالَةِ مُنْتَمٍ // مِنْ حَقِّهِ التَّبْجِيلُ وَالإِعْظَامُ
قَسَمَاتُهُ عَرَبِيَّةٌ وَعُرُوقُهُ // يَجْرِيْ بِطَيِّ وَجِيبِهَا الإِسْلَامُ
لَكَ هِمَّةُ الَّليْثِ الجَسُورِ إِذَا جَرَتْ // فِيْ الغِيلِ حَوْلَ صِغَارِهِ الأَقْدَامُ
لَكَ عَزْمَةُ السَّيْفِ الصَّقِيلِ إِذَا عَلَا // صَوْتُ النَّفِيرِ وَصَالَ فِيهِ هُمَامُ
مَنْ كَانَ مِثْلَكَ سَوْفَ يَبْقَى خَالِدًا // كَمْ خَلَّدَتْ أَصْحَابَهَا الأَفْهَامُ
وَلَسَوْفَ تُحْييْ ذِكْرَ مِثْلِكَ أُمَّةٌ // عَرَبِيَّةٌ شُدَّتْ بِهَا الأَرْحَامُ
يَا أَيُّهَا العَلَمُ الذِيْ مِنْ دُونِهِ // مِنْ هَيْبَةٍ تَتَقَاصَرُ الأَعْلَامُ
سَتَظَلُّ حَيًّا بَيْنَنَا مُتَأَلِّقًا // نَجْمًا وَمَا يُخْفِيْ النُّجُومَ غَمَامُ
29/12/2020
شعر : سعيد يعقوب