تصحيح المصطلحات :
الشعر العمودي
أبو تمّام ليس شاعرا عموديّاً! !
بقلم : أحمد السيد
يظن المعاصرون أن المقصود بالشعر العمودي هو الشعر الموزون المقفاة أبياته المتساوية بقافية واحدة.
و هذا وهم سببه الابتعاد عن القراﺀة و هو ناتج عن ضعف الثقافة النقدية و عدم الاطلاع على موازنة الآمدي و موشح المرزباني و وساطة القاضي الجرجاني و شرح المرزوقي للحماسة و عمدة ابن رشيق و غيرها من الكتب التراثية الرائدة.
أبو تمام ليس شاعرا عموديا :
ه-------------------------
في كتابه الموازنة بين الطائيين " أبي تمام و البحتري " انتصر الآمدي للبحتري و عده ملتزما عمود الشعر العربي. أي ما يرتكز إليه الشاعر العربي من شرف المعنى و شرف المبنى و اختيار الألفاظ العربية القوية و قرب التشبيهات من الذوق العربي السليم : وجه الفتاة كالشمس و كالقمر و فلان كريم كالبحر و شجاع كالأسد ...هذا هو الشعر العمودي.
أما خروج الشاعر عن المألوف العربي في الشعر فليس مرتكزا على العمود.
حين قال أبو تمام :
لا تسقني ماﺀَ المَلامِ فإنني
صبٌّ قد استعذبتُ ماﺀَ بكائي
سخر منه معاصروه ..فالعربي يستعمل الماﺀ في الخير فقط : سقى الله فلانا ..كالماﺀ البارد على الظمأ..شفى غليله " أي حرقة عطشه بالشرب طبعا "
و قالوا لأبي تمام ساخرين :
أعطنا ذَنوباً من ماﺀ الملام هذا ..
فردّ عليهم :
سأعطيكم ذلك بعد أن تأتوني بريشة من جناح الذلّ ..
" في إشارة منه إلى قول الله : و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة "
و هو استعمال قرآني بديع لم تكن العرب تعرفه ..فالمجاز عند أبي تمام ابتكار غالبا يخالف عمود العرب في شعرها
فماذا نقول عن هذا الشعر الموزون المقفى ..شعر الجاهليين و العصور التالية لهم ؟
كيف نميزه عن الشعر التفعيلي الذي كتبه السياب و نازك و نزار و درويش ؟
كيف نميزه عن الموشحات و البند ؟
كيف نميزه عن قصيدة النثر الماغوطية و ما شاكلها ؟
التسمية الدقيقة :
ه--------------
هو الشعر البيتي
أو الشعر الخليلي نسبة لمن استنبط قواعده
أو الشعر البحري لأنه مكتوب وفق أنواعه المتفق على تسميتها بالبحور.
الاصطلاح الصحيح هو المطلوب :
ه---------------------------
يقولون : الخطأ المشهور خير من الصواب المهجور
في الحقيقة هذه هي حجة الضعفاﺀ. و لذلك كتب أستاذنا الدكتور مازن المبارك في كتابه نحو وعي لغوي مقالة بعنوان :
السخف المأثور في أن الخطأ المشهور خير من الصواب المهجور
عليك نور
عرفت فالزم
أحمد السيد
حلب