لغويات
رأي في (تصويب خطأ)
في موقع لغتنا الجميلة..تقديم : سفير اللغة العربية أ/محمد حجاج
( برنامج دقيقة لغوية )
قال : من الأخطاء الشائعة جدا: قولهم :
( هناك رأيان في المسألة)
قال : والصواب : لدينا رأيان...أو عندي رأيان...
ووجه التخطئة عنده : أنه اسم إشارة للبعيد..ولا يصح استخدام اسم الإشارة إلا بعد ذكر المشار إليه ، حتى يكون مرجعا يعود إليه اسم الإشارة..إذ لابد من ذكر المشار إليه أولا..
ثم استدل بقوله سبحانه : (إن لدينا أنكالا وجحيما)..ولم
يقل : إن هناك......
كما استدل بقوله سبحانه : ( كلما دخل عليها زكريا المحراب
وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب .هنالك دعا زكريا ربه....)
......
ويبدو لي أن هذه التخطئة ليست صائبة...وبيان ذلك كالتالي :
1- حين قيل : (هناك -أوهنالك - رأيان في المسألة) أي : عند العلماء..أو أهل التخصص..أو من أدلى بدلوه في المسألة..أو لدى مدرستي الكوفة والبصرة..أو عند سيبويه والكسائي..أو مالك والشافعي........إلخ إلخ...
فهناك مشار إليه قطعا ، سواء ذكر تفصيلا بعد ، فقيل : يرى
فلان كذا..ويرى فلان كذا..أو بذكر الرأيين دون ذكرأصحابهما..
فالمشار إليه موجود فعلا ...
وحين أقول : ( عندي رأيان..أو لدينا رأيان) فمعناه أن المتكلم، له - هو أو مدرسته، أو جماعته - رأيان..أي هو مصدر
تلك الآراء..
وبذلك يتبين الفرق الدقيق بين ( هناك) ،و(عندي او لدينا)..
2- أما استدلاله بآية سورة المزمل ، فهو استدلال في غير محله :
فالآيات قبلها تتحدث عن رب المشارق والمغارب...ثم يقول
سبحانه : ( وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا.إن
لدينا أنكالا وجحيما)
وهنا تتجلى عظمة الأسلوب القرآني وروعته وبلاغته...
إن السياق يقتضي أن تأتي الآية ب (... لدينا ) بعد (ذرني )
ولا مكان فيه ل( هناك او هنالك )...فالحق سبحانه رب المشارق....وهو سبحانه وحده الذي ينزل العذاب بالمكذبين.
وهذه دقة البيان القرآني المعجز!!!
3-أما آيات زكريا ومريم عليهما السلام...فمعنى ( هنالك ) أي
عندئذ...في ذلك الوقت..وفي ذلك المكان.. فهنالك في موضع نصب ، لأنه ظرف يستعمل للزمان والمكان ...أي بمجرد أن سألها وأجابته، دعا الله عز وجل فقال من فوره ما قال.
.وكأن القرآن يشير إلى أن زكريا- عليه السلام - تيقن من أن الزمان والمكان هنالك فيهما خصيصة استجابة الدعاء.
هنا تجاب الدعوات...هنا لا تردالضراعات..هذا زمان مميز..
ومكان مميز..
.ولذا سارع بدعاء الله أن يرزقه الذرية الطيبة ( إنك سميع الدعاء)..فها أنت يا ربي أجبت سؤل مريم..بل آتيتها ما هو من قبيل الإعجاز..فاكهة الصيف في الشتاء.وفاكهة الشتاء في الصيف.
وأنت القادر وحدك ان تحيل العاقر ولودا....وتهبه ما تشاء إناثا او ذكورا...
.......
ل
واللغة فيها سعة..ولذا قلت : هذا حكم شابته العجلة