وكنتُ صغيرة، وكانت أمي تصحبني معها لزيارة سيدة طاعنة في السنّ، وضريرة تدعى أم سلمى
تركها كل أهلها في بيت المسنين،
تحب (الكبة اللبنية) فتأخذ لها منها!
وتكرمها، وتحادثها ساعة، ثمّ أشير إليها أن مللتُ فنتحرّك..
كانت مِن مَن يعرفهم جدي ويحسن لهم.. وتابعت أمي طريقه!
زيارتنا الدورية لهذه المرأة كانت درساً لتلك الطفلة الصغيرة بدون شرح أي كلمة!
لا تقل لابنك أطعم بل أطعم..
لا تقل له تأدّب.. كلّمْه بأدب..
لا تقل له كن شجاعاً وذا مروءة..
بل أرِه من نفسك ما تريد أن تراه فيه..
عندما يكون الحال السائد في البيت أقوى من القال يتحقق!
بس الله يحمي أولاد المسلمين من الحال خارج البيت!
أحنّ إلى كبةِ أمي.. و يبرقِ أمي..
..رهف البابا