..... *(إكتئاب الحضارة)*
نار تاجج في الفؤاد لضاها
والنفس باتت تختنق بمداها
صار التحضر للحياة مدمر
من اين ماتاتي تجد بلواها
كل الدروب محاطة بمخاطر
وارى المنايا اليوم تفغر فاها
حتى السماء محاطة بعتامت
دخاننا المسموم قد غطها
اتت الحضارة في ثياب خبيثة
نفضت على كل البقاع رداها
فقضت على ذيك البقاع وسحرها
وجمال بهجتها وعطر نداها
فترى المدائن والعمار يحفها
من كل صوب عابث بربها
اين اتجهت بناظريك فلن تجد
شيئا يشد العين في مرائها
كل الصحاري قد خلا منها الشجر
قيض وحر والغبار علاها
لا واحة غناء يجري مائها
لاخضرة يجلو العيون بهاها
لا طائرا يسمعك اعذب شدوه
فوق الغصون وراقصا بربها
لاشي يفرحنا ويدخل بهجة
للنفس يشعرها بكسب رضاها
فترى النفوس كئيبة مستائة
بين الشوارع لاتجد سلوها
وغدا الزحام مطوق لنفوسهم
ولواهب زادت على بلواها
طغت الحضارة في البلاد وشرها
قد عم ارجاء البلاد غثاها
كل الدروب محاطة بغشاوة
والنفس باتت تختنق بمداها
ان الطبيعة للعليل طبيبة
تحيي النفوس بسحرها وصفاها
وتعيد للذهن الشريد توازنه
وتزيل عن نفس العليل عناها
شعر
حسن بن قاسم قحل