حادثة بيروت تؤكد لنا للمرّة الألف أن هذه الدار ليست دارنا، وأن الموت أقرب إلينا من هواتفنا التي بين أيادينا.

أخبرنا ربّنا بأن لكل أمة أجل، وأن إذا جاء أجلنا لا نستأخر ساعة ولا نستقدم، وأعاد علينا الخبر عشرات المرات بصيّغ مختلفة؛ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة، إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت. ثم ماذا؟ ثم نؤكد لأنفسنا للمرة الألف أن (الإنسان) مشتق من النسيان، فننسى الموت ونوّد لو نعمّر ألف سنة، والموت لا ينسانا!

مقاطع الع¤يديو المأخوذة من كاميرات المراقبة المثبّتة في المحلات والبيوتات والسيارات تبيّن لك بطريقة سينيمائية سبب مواظبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على قول: "وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".

كل من مات كانت له خطة يوميّة وثانية أسبوعية وثالثة شهريّة ورابعة سنويّة وربما خطّة لعشر سنوات تمامًا مثل التي على مكتبي الآن!

أفراحك أحزانك آلامك آمالك مخططاتك.. جميع ذلك بين حرفي الكاف والنون عند من في يده كُن فيكون.. فتجهّز لربما كفنك الآن يُغزل!

اللهم آجرهم في مصيبتهم..

- محمد الجنايني