لكل إنسان زاوية هشة، أو نقطة ضعف يعرفها في نفسه، لايريد أن تظهر للعيان،وهذا حقه.
ترانا نهرب منها جميعا، نتجنب الحديث عنها، نغطيها بمئة قناع وتمويه، لكن لو غذينا نقطة النجاح لدينا، أو تفوقنا بأمر نحبه، خاصة مع من يتمنى لنا النجاح فعلا، سوف نغطي فيه على تلك الزاوية، ويعتدل مزاجنا، وتصبح نفسنا أكثر إشراقا، عندها يمكننا أن نشتغل على نقطة الضعف، فنساعد أنفسنا بأنفسنا بصمت وفي الظل، ولكن الأهل من مبدأ المساعدة، يدقون على هذا الوتر بعنف، أو بتكرار، فيزيدون الفجوة والهوة أكثر، فيزيد الانعزال عن الناس تلك الفوبيا المزعجة، الناقدة بقسوة.
مثال :
النموذج الانعزالي، فهو يتجنب الناس دوما، وكل حركة يحسب لها مئة معادلة حتى يفعلها، مثل علبة المناديل البعيدة، والرجل القريب منها، فيفكر كيف سيتناول المنديل، دون أن يطلب من أحد، وكم حركة سيقوم بها دون أن يلفت الأنظار ووو....أخيرا قد يفعلها وربما لا.هذا النموذج علينا ألا نحاوره من الزاوية الصعبة لديه، ومن الزاوية الاجتماعية أبدا، حتى لو أظهر الاستياء من فلان وعلان، بل علينا أن نرفع من النقطة الناجحة لديه، ونغذيها ونضخمها، فيلتفت وحده لمساعدة نفسه، عندما يشعر بنشوة وسرور من جراء هذا الرفع المتعمد.
نفسيا، تعد النماذج الانعزالية، من أصعب النماذج علاجا وحلا، وذلك لأنها تحتاج وقتا طويلا، وتكون تراكمية في الواقع لم تحصل فجأة. وربما كان لدى الانعزالي الاستعداد والقابلية، لكننا لم نعالجها من البداية، و لم تعالج باكرا جدا، وقد تصل المحاولات إلى سنوات، فالصبر سوف يوصل أخيرا للحل بإذن الله، ولكن أحسنوا الحوار معها بصبرإنهم منتجون عندما يعملون بجد.
13-12-2019
المرشدة النفسية ميسم الحكيم