الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ..مرة أخرى .. تضيق مساحة "تويتر"عن بسط وجهة نظري...الشرارة عبر هذه التغريدة :(إخلاء المساجد وقطع الأرحام ووقف الأذان وتعطيل سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم ليست من أسباب الوقاية من البلاء.لكن إقامة الجمع والجماعة وصلة الأرحام والدعاء والصدقة ترفع البلاء.#كرونا){https://twitter.com/MahjoubOuld?s=20}.جاء التعليق الأول – من غيري - :(لا ضير في ذلك ولا يعني تعطيل الصلاة كليّة أو ترك ما أمر الله به أو معاداة الدين.إذا رأى السلطان أن لا يجتمع الناس لصلاة الجماعة خشية من تفشي الوباء فهذا من السياسة الشرعية.والفاروق رضي الله عطل حد السرقة عام الرمادة لتفشي المجاعة.){ https://twitter.com/yeslemalshenqit?s=20}.فجاء تعليق .. على هذا التعليق :(لم تعطل الصلاة أيها الأخ الفاضل وإنما استدعت الظروف أن يصلي الناس في رحلهم حتى يذهب الله ويصرف عنا الوباء. حاليا أجمع علماء الطب أن السبب الأول الانتشار هذا الوباء هو تلاصق وتجمع الناس.){ https://twitter.com/rajlmnaksamadi1?s=20}.أول ما لفت نظري في التعليق الأول :(لا يعني تعطيل الصلاة كلية) وبُني على هذه العبارة التعليق الثاني :(لم تعطل الصلاة).وأيضا الإشارة إلى"معاداة الدين"!مع أن التغريدة الأصلية حددت الأمر بكل وضوح :(إخلاء المساجد) فأين تعطيل الصلاة في هذه العبارة؟وأين"معاداة الدين"؟ثم ( تعطيل سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم)لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يعتبر "إغلاق المساجد"ليس تعطيلا لسنن الحبيب صلى الله عليه وسلم.أما بقية الحجج من الظروف التي دعت إلى إغلاق المساجد .. فتلك قضية أخرى.انتهى التعليق .. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أين تكمن المشكلة؟أعتقد أن المشكلة ترتكز على محورين :المحور الأول : السياسة .. قاتلها الله .. أعني أن عصرنا الذي أصبحت السياسة تدس أنفها في كل شيء فيه .. وكل عبارة أو رأي يُطرح .. فإن ظلال السياسة تبرز وجهها .. ما تقصد هذه الفكرة؟هل تلمز هذا أو ذاك؟؟؟وقد .. أقول قد يأتي الرد .. تثبيطا لتهمة قد .. قد تكون وُجهت لهذا البلد – أو سياسته – أو ذاك.وهذا المحور .. "سياسة"وأنا لا أتحدث في السياسة.المحور الثاني :قبل ذلك .. هذا البلاء .. الذي حول العالم كله إلى"غزة"أخرى ..كل دولة تحاصر نفسها .. حتى أن فرنسا تقريبا "حظرت التجول".. ونشرت مئة ألف جندي .. ولا يخرج أحد من منزله إلى بخطاب يثبت ضرورة خروجه .. وعلى وغير فرنسا .. ايطاليا واسبانيا و بلجيكا .. وعمدة نيويورك سيوقع على إغلاق :"يقصر المطاعم والمقاهي على توصيل الطعام فقط ... يجب إغلاق النوادي الليلية ودور السينما ودور المسرح الصغيرة وأماكن الحفلات الموسيقية ".هذا بلاء عم البشرية .. وكل بلد اتخذ ما يرى فيه المصلحة ..نعود إلى المحور الثاني ..قبل ذلك – مرة أخرى – هذا كلام عام لا يخص دولة مسلمة دون غيرها ...مشكلتنا عدم وجود "سيناريو"مسبق لما قد يُتوقع حدوثه من كوارث .. في راحة ودون ضغط من الواقع .. والسباق مع الزمن وما يولده ذلك السباق من ضغوط .. وقرارات قد تكون متعجلة .. وقد تكون متأخرة .. وما يسببه ذلك من بلبلة بين الناس ..{الأمثلة لا توكون إلا من الواقع الذي عشته :صدر قرار بإيقاف إقامة الحفلات في قصور الأفراح من يوم السبت .. أحد إخواننا كان عرس ولده ليلة السبت أي آخر ليلة في السماح بإقامة المناسبات .. قبل أربع وعشرين ساعة من الوقت المحدد .. صدر أمر آخر .. بإيقاف جميع الاحتفالات .. هناك من عمل حفله بشكل سري .. إغلاق الأضواء العامة .. والدخول من باب خلفي .. إلخ وهناك من تجاهل أمر الإغلاق وتم صور حضور "الشرطة"لمنع ذلك .. إلخطُرح رأي لجعل صلاة الجمعة في المساجد الصغيرة في الأحياء .. تخفيفا للزحام .. ولم ير النور .. ثم في يوم أمس الثلاثاء – 22 رجب 1441هـ = 17 مارس 2020م – في صلاة الظهر وجدت الإخوة في المسجد يتحدثون عن السماح لمسجدنا الصغير بإقامة صلاة الجمعة .. مع النداء لصلاة العشاء .. جاء نداء المؤذن : صلوا في رحالكم}ما الذي حصل ؟سمعتُ صلاة ..خرجتُ ..أحد المساجد صلى العشاء .. وقال للمصلين .. هذه آخر صلاة ..مسجد آخر .. صلى .. ولم يقل شيئا ...عند صلاة الفجر .. خرجتُ .. ذهبت إلى مسجد قباء .. وجدته مغلقا .. في طريق عودتي .. شاهدت رجلا يدخل مسجدا .. أوقفت سيارتي .. بعد فترة أراد المؤذن أن يعلن عن إقامة الصلاة .. فقال له أحد الموجودين ..صلوا في بيوتكم .. فصلى دون إعلان ..!!}.دون شك .. دون ريب .. نحن نشتكي من قلة الوعي .. ومن الاستهتار أو عدم المبالاة ..نعود إلى سبب كتابة هذه الأسطر.. أعني إقامة الصلاة ..الصلاة .. العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة .. وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر هرع إلى الصلاة ..كل مسلم .. كل مسلمة تعرف معنى ألا تقام الصلاة .. ولا يُقال "حي على الصلاة ... حي على الفلاح" .. يعلمون معنى أوغصة الا يتلى كتاب الله – سبحانه وتعالى – من سوامق المنارات ..نعم.توجد مشكلة كبيرة .. وكبيرة جدا .. العالم كله يشكو .. يعاني من هذا الوباء .. يعاني من هذا البلاء ..في بداية الأمر .. صدر الأمر للمساجد بإقامة الصلاة – بسرعة – بعد عشر دقائق من الأذان ..أقام المؤذن ذات صلاة ونحن ثمانية .. وأَخَّرَ ظرف المؤذن عن الحضور .. فأذنتُ .. وحين نظرت إلى الساعة بعد عشر دقائق .. لم يكن في المسجد غيري .. وغير رجل آخر !!غردت الأستاذة فاطمة بنت السراة ..("صلّوا في بيوتكم،صلّوا في بيوتكم"قالها مؤذن حينا منذ قليل فغصتني العبرة.اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا لأنفسنا طرفة عين){ https://twitter.com/fatma_90123?s=20}.هذا ما حصل لأخت كريمة .. لا تجيب عليها صلاة الجماعة ..لو أن لدينا"سيناريو"تمت دارسته .. مناقشته .. كانت ردة فعلنا على هذه النازلة ستكون أكثر هدوء ..وجهة نظري .. يُفترض أن يكون الأذان أو صلاة الجماعة آخر ما يُعلق .. مثلا .. ماذا لو أن الأمر استمر على ما صدر به الأمر .. أولا .. تقام الصلاة بعد عشر دقائق .. من الأذان .. دون زيادة دقيقة .. سيكون العدد قليلا .. ولن يوجد زحام – وهو ما يخشى منه – وحتى الجمعة .. حتى لو اضطررنا إلى عمل قرعة لأربعين- أكثر أو أقل - شخصا في كل مسجد .. مثل قرعة الحج تماما ... والقرعة لا تحابي .. زبدة هذا الكلام .. المهم أن نسمع"حي على الصلاة" .. أن نسمع القرآن يتلى في الصلوات الجهرية .. ولا ننسى كثرة المساجد الصغيرة .. وفي المقابل .. بالنسبة للحرمين .. حيث استثنيا من تعطيل صلاة الجماعة والجُمع .. هذا سيدفع بأعداد كبيرة من سكان مكة المكرمة والمدينة المنورة .. للتوجه للحرمين .. أي لمزيد من الزحام .. الذي يُخشى .. وهذا قد يدفع إلى منع الصلاة فيهما أيضا!!نسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يرفع هذا البلاء .. هذا الوباء عن العالم .. فقد تشابكت مصالح البشر .. فما يضر الكافر .. أشد ضررا على المسلم .. لتذيله القائمة .. في الاختراع .. والتصنيع .. و .. و .. وتغريدات :غرد الأستاذ أبو زيد الشنقيطي :(قررت هيئة كبار العلماء الاكتفاء برفع الأذان دون جماعة،فهنيئا لمن سيكتب له في كل فريضة ممشاه ومآبه وأجر الجماعة والدعاء بين الأذانين كاملا غير منقوص،لعلم الله قبل الوباء أنه لم يمنعه عن هذه القربات إلا عذر قاهر.وعظم الله أجر تارك الصلاة والمفرط في الجماعة زمن الرخاء.+أعجب كثيرا من جسارة بعض المتحمسين الزاعمين أن هذا القرار لم يسبق له نظير في التاريخ،وهذه الدعوى كذب خالص،بل له نظائر لا نظير.فقد بقيت مساجد مصر والأندلس مغلقة بلا مصلّ،عام الجوع الكبير الموافق لسنة 448هـ .وتعطل الأذان إلا من موضع واحد وأغلقت المساجد في مصر سنة 749هـ){ https://twitter.com/mkae2?s=20}.فعلق أحدهم :(شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرالا ينبغي أن تنشروا هذا الكلام فإن العلماء الذين أفتوا بإغلاق المساجد وأتوا بالأدلة والتأصيل للحماية من المرض.لم يفتوا بإغلاق الترفيه ومنع المعاصي وقنوات العهر وإزالة الظلم عن العباد.التي هي السبب الرئيس .. وكأنهم لا يعلمون){ https://twitter.com/hmaod_1?s=20}.وهذا سؤال للشيخ :(السلام عليكم : أخي الفاضل / لو ذكرت لنا مَن مِن العلماء أو المؤرخين نص على أن المساجد أغلقت في العامين المذكورين؟){https://twitter.com/0y550O1oeiFM6L4?s=20}.وجاء الرد :(وعليكم السلام : أخي الفاضل وحياك الله.الحافظ الذهبي "تاريخ الإسلام"ابن تغري بردي "النجوم الزاهرة"){ https://twitter.com/mkae2?s=20}.ختمت بهذه التغريدات .. لنرى كيف تلقي السياسة بظلالها على كل قرار ..فتخرجه عن مساره الطبيعي.اللهم رفع عنا الغلا والوبا والزنا والزلازل والمحن .. وصلى اللهم على سيدنا محمد الأمينأبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني("إنه من "متولي عويس شبرا")