ذو النظارة السوداء ��
كنت واقفاً أراقب ابنتي بينما كانت جالسة علىظ° عتبة المكتبة، حينما انتصب فجاة أمامي شخص يرتدي بزة رمادية أميل منها إلى الغامق، وقد غطى عينيه بنظارتين سوداوتين، كان طويï»»، وبدينا نوعاً ما، ووجهه أقرب نحو اï»»ستدارة، ولم يكن ذا سحنة بيضاء، وï»» سمراء، وإنما من تلك السحن التي أقرب إلى الشحوب، وï»·نني أمقت البشرة الدهنية، لفت نظري دون تكلف أنه ذو بشرة دهنية، أشبه ببشر النساء الذين يضعون على وجوههن طبقات من الكريمات، كان له مواصفات أخرى، إï»» أنها غير مميزة، ولذلك سنضرب صفحا عن ذكرها .....
سألني دون مقدمات:
أستاذ، هل قرأت كل هذه الكتب؟!!!
تصوروا كان يقول لي أستاذ، علماً أنه ï»» يقل عني سنا !!!
قلت له: ï»»، ما زال هناك بعض الكتب لم أقرأها بعد ��
قال لي: يعني نستطيع أن نعدك من المثقفين ؟
قلت له : ï»»، وإنما ممكن أن تعدني نصف مثقف إلى أن أنتهي من قراءة باقي الكتب التي لم أقرأها ��
قال لي: أستاذ سأسألك سؤاï»» أرجو أن تجاوبني عنه إن أمكن ...
قلت له : تفضل
قال لي : أي الأنظمة التالية ألعن من أختها:
التي شعوبها تشتم الله جهراً، بينما تلعن الحاكم سرا
أم التي تلعن اï»»ثنين جهراً
أم التي لا تلعن هذا وï»» ذاك ؟
بصراحة، بعد أن سمعت السؤال "لعب الفار بعبي" وتوجست خيفة، وتذكرت أن لي رأيا فيمن يضعون النظارات السوداء على أعينهم، وربما يكون رأي غير علمي، وغير صائب، وإنما هو خاص بي، توصلت إليه بعد تجربة وتفكير عميقين ��
كنت أقول أن الذين يضعون النظارات السوداء علىظ° أعينهم هم أحد أربع: إما مخابرات، وإما رؤساء عصابات، وإما مرضى نفسيين، وإما يضعها من يضعها من باب البهورة والعنطزة ��
المهم، ولكي أتهرب من الجواب، ودون تفكير، أجبته: من أين لمسكين مثلي أن يجيب علىظ° سؤال صعب كهذا؟ !!
قال لي: عجيب، كيف ï»» تعرف اﻹجابة، وقد قرأت الغالبية العظمى من هذه الكتب؟ !!!
قلت: لعل جواب سؤالك في الكتب التي لم أقرأها بعد ��
ربما بعد بضعة أعوام من القراءة إجيبك علىظ° سؤلك إن استهديت إلى الجواب فيما تبقى من الكتب ��
"وبعد بضعة أعوام إما يموت الملك، وإما يموت الحمار، وإما أموت أنا" كما تقول الحكاية ��
قال لي : أنت تتهرب من أجوبتي !!!
قلت له : معاذ الله، وإنما كل ما في الأمر أنني لا أعرف الجواب ...
قال لي : تجاوزت الاختبار ������
واستأنف قائلاً : هل لديكم شربة ماء؟
ذهبت ﻹحضار زجاجة ماء من الثï»»جة، وأنا أضرب أخماسا بأسداس عن قوله: تجاوزت اï»»ختبار!!! أي اختبااااااار ؟
وعندما عدتُ ومعي زجاجة الماء، كان ذو النظارة السوداء قد اختفى، وكأنه فص ملح وذاب
وقد ترك رسالة علىظ° عتبة المكتبة بخط عريض، مكتوب فيها : خاطرك باهوز !!!!!
أ لم أقل لكم أن الذين يضعون النظارات السوداء هم مخابرات ��
بتقولوا رحنا فيها ����