أسعد الله صباحك أخي الفاضل مختار محمود الشنقيطي
أعدت الآن قراءة المقالة مرة ثانية، فكانت هذه الإضافة:
«قوة من أجل الخير: تعزيز وجود أمريكا فى الشرق الأوسط». ذلك يتسق مع الرؤية الأمريكية طوال التاريخ الأمريكى، فأمريكا ترى في نفسها أنها تمثل قوى الخير ضد قوى الشر، وأنه لا بد من المواجهة بينهما في فلسطين، في معركة هر مجدون العظيمة، التي تسحق فيها قوى الخير قوى الشر، ولذلك قبل شهور قليلة صرح ترامب: أنه لا يوجد مصالح لأمريكا ف يالشرق الأوسط، ولكنها موجودة لأجل حمكاية وحفط أمن (إسرائيل)!
لذلك فإن المعنِى الأول بخطاب پومپيو فى القاهرة ليست مصر وليس العرب، بل هى إسرائيل، ذلك صحيح ولكن العرب لا يريدوا أن يفهموا ذلك أو هم مدركين ذلك ولكن لأن الأنظمة ربطت استمرار وجودها بمصالحها مع أمريكا و(إسرائيل) موافقة عليه!

والموقف الأمريكي من (إسرائيل) كما في تعليقي السابق يتسق مع السياق التاريخي للكيان الأمريكي التوراتي الذي هو امتداد للتاريخ الأوروبي كله، وذلك ما عبر عنه (يوجين روستو) اليهودي الأمريكي، مستشار الرئيس الأمريكي (جونسون) لشؤون "الشرق الأوسط" حتى عام 1967 عندما قال: (يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول وشعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة "المسيحية"، لقد كان الصراع محتدماً ما بين "المسيحية" والإسلام منذ القرون الوسطى وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصورة مختلفة، ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث "المسيحي". وتركت هذه السيطرة آثارها البعيدة في المجتمعات الإسلامية حتى بعد انتهاء أشكالها السياسية بحيث جعلت المواطن العربي يواجهه معضلات ومشكلات هائلة وخطيرة في السياسة والاجتماع والاقتصاد والعلم لا يدري كيف يتفاعل معها في علاقته الداخلية والخارجية على السواء. إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي بفلسفته وعقيدته ونظامه، وذلك يجعلها تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام، وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها)!
وأعيد التأكيد على أن هذا الموقف يلتزم به الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ويختلفا في الأداء السياسي لتحقيقه، وجزء منه ما ورد في المقالة، أن الغرب منذ خرج لأول مرة خارج حدود قارته الأوروبية أيام الاسكندر المقدوني وما قبله وهو يعتبر كل ما هو غير غربي هو همجي وبربري و... وعدو! ولا يستطيع العيش بدون عدو، فكلما انتهى عدو صنع له عدو جديد حسب المرحلة، لذلك ليس غريباً على دولة كأمريكا نشأت مشأة توراتية ألا يكون العالم كله عدو لها ...
دمت بخير