الملك فيصل حاضرا في مباراة بلجيكا

د كمال البعداني

وانا اتابع الليلة مبارة منتخبي فرنسا وبلجيكا في دور الاربعة لكاس العالم في روسيا ، حضر في بالي الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ، تذكرت قصة زيارته لمملكة بلجيكا غام 1967م والذي قراتها ذات يوم . حيث صادف اثناء زيارته نشوب حريق ضخم داخل اكبر مركز تجاري في العاصمة بروكسل . نتج عن هذا الحريق وفاة( 300) مواطن بلجيكي . ساد المجتمع البلجيكي حزن عميق نتيجة هذه المأساة . اعلن الملك فيصل حينها تبرعه بمليوني ريال سعودي لأسر الضحايا .. كان لهذه اللفتة وقع كبير في نفوس البلجيكيين واولهم ملك البلاد (بودوان الاول ) الذي اقترب من الملك فيصل اثناء اللقاء الرسمي وقال له . جلالة الملك لم يتفاعل مع هذه المأساة الانسانية اي رئيس اوروبي . فالشعب البلجيكي ممتن لهذه الموقف النبيل من قبلكم ، ثم اخبره انه على استعداد لتلبية اي طلب خاص يريده الملك ردا على الجميل الذي اسداه للشعب البلجيكي ، كان هذا يعتبر عرضا خاصا للملك فيصل . لذلك توقع الجميع انه سيطلب قصر خاص له او منتجع سياحي على احد شواطئ بلجيكا الرائعة . لكن الملك فيصل صمت قليلا وقال .. جلالة الملك نريد مبنى مناسب ليكون مركزا اسلاميا لابناء المسلمين ، ومسجدا تقام فيه الصلاة بدلا من اضطرار المسلمين للصلاة في منازلهم ،، لم يتردد الملك بودوان الاول في الاستجابة واهدى الملك فيصل المبنى الشرقي لمتحف الاثار الدائم للعاصمة بروكسل ، في اجمل موقع داخل المدينة. تم تاجيره بمبلغ زهيد جدا لمدة (99 ) عام ، اصبح بعد ذلك مركزا اسلاميا وتم تاسيس مسجد يتسع ل (3500)مصل ، وبعد مدة قصيره من زيارة الملك اعترفت بلجيكا بالدين الاسلامي كدين رسمي في البلاد .. رحم الله الملك فيصل بن عبد العزيز .