من أشهر الخطباء
مُساهمة من طرف عبدالله في الإثنين 19 ديسمبر 2011 - 15:48
اشتهر في أمة الإسلام خطباء كثيرون يصعب حصرهم، غير أن من أشهرهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم، وهو الذي قالوا عنه: إن ابن عباس: خطب بمكة وعثمان رضي الله عنه محاصر خطبة لو شهدتها الترك والديلم لأسلمتا. وقد ذكره حسان بن ثابت، فقال:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل بملتقطات لا ترى بينها فضلا
كفى وشفى ما في النفوس ولم يدع لذي إربةٍ في القول جدًا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقة فنلت ذراها لا دنيًّا ولا وغلا
وقال الحسن: كان عبدالله بن عباس رضي الله عنه أول من عرف بالبصرة، صعد المنبر فقرأ البقرة وآل عمران، ففسرهما حرفًا حرفًا. وكان والله مِثجًا يسيل غربًا، وكان من الخطباء أيضًا عطارد بن حاجب بن زرارة، وقد قال فيه الفرزدق بن غالب:
ومنا خطيب لا يعاب وحاملٌ أغر إذا التفَّت عليه المجامع
وكان من الخطباء الم شاهير أيضًا عبدالله بن عروة بن الزبير، وزيد بن علي بن الحسين، والفضل بن عيسى الرقاشي، وقس بن ساعدة، وعمرو بن سعيد الأشدق، وأبو الأسود الدؤلي، ومنهم أيضًا شبيب بن أبي شيبة، والحسن البصري، وبكر بن عبدالله المزني، ومالك بن دينار، ويزيد الرقاشي، ومح مد بن واسع الأزدي، وغيرهم كثير وكثير، ليس هذا محلا لحصرهم.
ولقد أعجبني كلام جميل لطيف للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يذكر فيه أهمية الخطبة وها أنا أوجز شيئًا منه لأجل أن تحل الفائدة محلها.
فقد قال رحمه الله: " إني أحاول أن ألقي اليوم خطبة، فلا تقول وا قد شبعنا من الخطب، إنكم قد شبعتم من الكلام الفارغ، الذي يلقيه أمثالي من مساكين الأدباء، أما الخطب فلم تسمعوها إلا قلي لا، الخطب العبقريات الخالدات التي لا تنسج من حروف، ولا تؤلف من كلمات، ولكنها تنسج من خيوط النور الذي يضيء طريق الحق لكل قلب، وتح اك من أسلاك النار التي تبعث لهب الحماسة في كل نفس.
ولا تقولوا: وماذا تصنع الخطب؟ إن خطب ديموسئين صبت الحياة في عروق أمة كادت تفقد الحياة، وهي كلمات وقفت سدًا منيعًا في وجه أعظم قائد عرفته القرون الأولى، الإسكندر، ووجه أبيه من قبله: فيليب. وخطبة ط ارق هي التي فتحت الأندلس. وخطبة الحجاج أخضعت يومًا العراق، وأطفأت نار الفتن التي كانت مشتعلة فيه، ثم وجهته إلى المعركة الماجدة، ففتح واحد من قواد الحجاج أكثر مما فتحت فرنسا في عصورها كلها، وبلغ الصين، وحمل الإسلام إلى هذه البلاد كلها، فاستقر فيها إلى يوم القيامة، ذلك هو قتيبة بن مسلم.
http://assafaa.ahlamontada.com/t1537-topic