* قصة البداية *
** الحلقة 105 من السيرة النبوية :


** في السنة الأولى للهجرة ، تشاور النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه بشأن إعلام الناس بحين الصلاة ، فقيل له : انصب راية عند حضور الصلاة ، فلم يعجبه ذلك ،، فذُكر له بوق يهود ، فكرهه ، وقال : هو من أمر اليهود ،، فذُكر له الناقوس ، فقال : هو من أمر النصارى ،، فقالوا : لو رفعنا نارا" ، فإذا رآها الناس أقبلوا إلى الصلاة ، فقال : ذلك للمجوس ،، فقال عمر : أولا تبعثون رجلا" ينادي بالصلاة ؟؟،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يابلال ! قم فنادِ بالصلاة ،، فكانت الصلاة إذا حضرت ، سعى بلال في الطريق ، فنادى : الصلاة الصلاة .. فاشتد ذلك على الناس ، فقالوا : لو اتخذنا ناقوسا" ،، فأجمع رسول الله أن يضرب بالناقوس ، فنُحت ليُضرب به للصلاة ، فبينما هم على ذلك ، إذ رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأذان في منامه ..
* فأخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنها لرؤيا حق ان شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه ، فإنه أندى صوتا" منك ،، فلما سمع عمر بن الخطاب أذان بلال ، وكان في بيته ، خرج مسرعا" ، وهو يقول : يانبي الله ! والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأى ..
* كان بلال وابن أم مكتوم يتناوبان في أذاني الصبح ، فكان أحدهما يؤذن بعد مضي نصف الليل الأول ، والثاني يؤذن عند طلوع الفجر ..
* وكان بلال يدعو النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة ، فدعاه ذات غداة لصلاة الفجر ، فقيل : إنه نائم ، فصرخ بأعلى صوته : الصلاة خير من النوم ،، فأقرّها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
* من نظام الإسلام وآدابه أن تشيع روح المساواة والعدل بين المسلمين في مختلف شؤونهم وأحوالهم ، ولايمكن أن تشيع هذه الروح ، مالم يتلاقى المسلمون كل يوم صفا" واحدا" ، على صعيد مشترك من العبودية لله الواحد الأحد ، فمهما انصرف كل مسلم في بيته يعبد الله ، ويركع ويسجد له ، دون وجود ظاهرة الاشتراك والاجتماع في العبادة ، فإن معنى العدالة والمساواة لن يتغلب في المجتمع على معاني الأثرة والتعالي والأنانية ..