* قصة البداية *
** الحلقة 93 من السيرة النبوية :


** كانت فتنة المسلمين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ، فتنة الإيذاء والتعذيب ، ومايرونه من المشركين من ألوان الاستهزاء والسخرية ،، فلما أذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، أصبحت فتنتهم في ترك وطنهم وأموالهم ودورهم وأمتعتهم ، حيث أنهم تخلصوا من الأمتعة والأثقال ليسلموا بدينهم ..
* قدّم أهل المدينة المثل الصادق للأخوة الإسلامية والمحبة في الله عز وجل ، وقد جعل الله تعالى أخوة الدين أقوى من أخوة النسب وحدها ..
* يستنبط حكمان شرعيان : وجوب الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام ، فقد كانت الهجرة فرضا" على أيام النبي ، وهي باقية مفروضة إلى يوم القيامة (فإن بقي في دار الحرب المحاربون للمسلمين عصى ) ، ومثل دار الحرب في ذلك كل مكان لايتسنى للمسلم فيه إقامة الشرائع التعبدية الإسلامية ، من صلاة وصيام وجماعة وأذان ، وغير ذلك من أحكامه الظاهرة ..
* وجوب نصرة المسلمين بعضهم لبعض ، مهما اختلفت ديارهم وبلادهم مادام ذلك ممكنا" ، فقد اتفق العلماء والأئمة على أن المسلمين إذا قدروا على استنقاذ المستصعفين أو المأسورين أو المظلومين من إخوانهم المسلمين ، في أي جهة من جهات الأرض ، ثم لم يفعلوا ذلك ، فقد باؤوا بإثم عظيم ..
* تجب موالاة المسلمين بعضهم لبعض ، كما يجب أن تكون الموالاة فيما بينهم ، ولايجوز هذا التآخي والتناصر مع الكفار :"والذين كفروا بعضهم أولياء بعض"..
* تطبيق مثل هذه التعاليم الإلهية ، هي أساس نصرة المسلمين في كل عصر وزمان ، كما أن إهمالهم لها وانصرافهم إلى مايخالفها هو أساس مانراه اليوم من ضعفهم وتفككهم وتألب أعدائهم عليهم من كل جهة وصوب ..
**********
* قصة البداية *
** الحلقة 94 من السيرة النبوية :


** فرح أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده أيّما فرح ،، مكث عنده سبعة أشهر أو نحواً من سنة ، حتى بُني مسجده ومسكنه ، فانتقل إليه ..
* أقام أبو أيوب في الطابق العلوي ، ورسول الله بالطابق السفلي ، برغبة منه صلى الله عليه وسلم ، فلم يستطع أبو أيوب الإقامة ، وقال وزوجته : نمشي فوق رأس رسول الله !!،، وبات أبو أيوب ساهراً مع زوجته ينتظر بزوغ الفجر ، حتى يرجو رسول الله بالظهور إلى العلو ،، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام :" ياأبا أيوب !! السفل أرفق بِنَا وبمن يغشانا ،، قال أبو أيوب : فكان رسول الله في سفله ، وكنا فوقه في المسكن ، فانكسر حبّ (وعاء) لنا ، فيه ماء ، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ، مالنا لحاف غيرها ، ننشف بها الماء ، تخوفاً أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء ، فيؤذيه ، فنزلت إلى رسول الله وأنا مشفق ، فقلت : لاأعلو سقيفة أنت تحتها ،، ولم يزل يتضرع إليه ، حتى أمر النبي بمتاعه فنُقل ،، ومتاعه قليل ..
* وكان أبو أيوب وزوجه يصنعان له عشاءه كل ليلة ، حتى إذا ردّ فضله تيمّما موضع أصابعه ليأكلا منه ، يبتغيان في ذلك البركة ، حتى إذا صنعا عشاء ذات ليلة فيه بصلاً وثوماً ، لم يأكل منها رسول الله ، وقال : كلوه ، لست كأحدكم ، إني أخاف أن أؤذي صاحبي ..
* فكان لايأكل البصل والثوم ، لكنه لاينهى عنهما ، ويقول أنه يخشى أن يؤذي الملائكة بريحهما ، فالملائكة تتأذى مما يتأذى منه البشر ..
* كان الأنصار يتناوبون إهداء الطعام كل ليلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب ، فكان النبي إذا أهدي إليه طعاماً ، يهدي منه لأبي أيوب ،، وكانت جفنة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، لاتنقطع ، تدور مع رسول الله كل يوم ، أينما دار في بيوت أزواجه ، فكان رسول الله إذا خطب النساء ، يقول : لك كذا وكذا ، وجفنة سعد تدور معي كلما درت ..