الهجرة الثقافية
كنت سمعت منذ فترة في إذاعة دار الفتوى اللبنانية، حديثا مهما للأستاذة فيروز العشي، [1]تتكلم عن الهوة الفكرية، التي غدت ما بين الأهل والأبناء ، وعن دور الآباء فيها وكيفية رد الصدع عن زيادة الشرخ، ناهيك عن استدراكها للفكرة ، من انه ليس بالضرورة تواجدها.
حيث أعجبتني معالجتها الموضوعية للقضية المكررة الطرح، ، بحيث طالبت الأهل بتفهم طريقة تفكير الشاب، وضرورة النهل من المعارف التي يستقى منها هذا الجيل، والفكرة أنها علوم العصر التي علينا التعرف عليها، والتقرب بالحوار العقلاني مع الجيل، ولكن قبل ذلك علينا اختيار الأوقات الرحبة المناسبة، لمساعدته في تفهم مشكلته وتحليلها ومن ثم مساعدته في حلها، بصرف النظر عن تقبل هفواته التي سيتفهم مستقبلا، انه سيدفع ثمنها هو وحده، ولأجل المزيد من المعالجة المنطقية، التي عليه ممارستها، لترجح كفة الموضوعية والعقلانية بقدر الإمكان،.
ما لفت نظري أكثر ، قولها بعدم حتمية وجود الفجوة تلك .
نعم إن كان الأهل ممن يحدثون سلوكياتهم ويتعاملون بطريقة حنونة مقنعة، تناسب هذا الزمن المتقلب.
ما سبب هذه المقدمة الطويلة؟.
سببها ما يقوله الأدباء من فجوة ما بين القراء والمؤلف ولعل ما عالجناه سابقا ينطبق على ما يجب أن نعالجه ثقافيا.
مازال المؤلف يفترض قارئا يفهمه، ولكن الواقع أن له شريحة محدودة تتفهم ما يقدم، وعندما يتفهم ما يحتاجه المجتمع وطريقة تفكيره الحديثة، سوف يعيد النظر ويهاجر للمكان المناسب، وينخرط تحت نمط وطريقة وأسلوب أكثر قربا، واكثر وضوحا، وأكثر قربا من الجمهور.[2]
الخميس 26-1-2017
[1] السيدة فيروز العشي الاختصاصية النفسية والتربوية و رئيسة لجنة المرأة و اﻷسرة "مودة" في جمعية جود التنموية ومعدة ومقدمة برنامج "كنوز اﻷسرة "
[2] فكرتنا لا تمس الهدف والرسالة إنما الأسلوب والطريقة والنمط الذي تنطوي فيه الفكرة.