** الحلقة 91 من قصة البداية :
** وصل موسى والخضر عليهما السلام قرية ، وكانوا متعودين على الضيافة ، طلبوا الضيافة ، وهو حق واجب للمسافر شرعاً في الإسلام ، فلم يضفهم أحد ..
* رأوْا بيتاً متهدماً فيه جدار يكاد أن يسقط ، فشمّر الخضر ، وبدأ يبني ويعدّل هذا الجدار ، وقضى الليل كله في العمل ، حتى صلّحه وسوّاه ، فقال موسى : على الأقل خذ على هذا العمل أجراً ،، لماذا تعمل هذا لقوم لايستحقون !!..
* بهذه العبارة انتهت الرحلة ؛ قال الخضر لموسى : هذا فراق بيني وبينك ..
* لقد حذّر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال ، وجاء دور التفسير الآن ..
* خالف المتعلم معلمه ثلاثاً ، فقال له : هذا فراق بيني وبينك ؛ ونحن الواحد فينا يختلف ربه عشرات المرات في اليوم ، ومع ذلك لايقال له ذلك يمهلنا اللطيف الخبير ، علّنا نستغفر ونتوب ..
* كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته ، لم تكن حين فعلها تصدر عن أمره ،، كان ينفذ إرادة عليا ،، وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخفية ..
* كانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة ، بينما تخفي في حقيقتها رحمة حانية ..
* كشف العبد الرباني لموسى أن علمه محدود ، لايساوي قطرة من العلم الرباني ..
* كما كشف له أن كثيراً من المصائب التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى ..
* أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة ،، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة ..
* "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً".. العمل السيء يكون في الوراء ولايكًون في الأمام أبداً ..
* كان الملك يأخذ كل السفن الموجودة غصباً ورأى أن السفينة فيها عيب ، وتكاد تغرق ، فلم يأخذها ..
* أيضاً سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء ،، غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى ، فإن الله تعالى سيعطيهما بدلاً منه غلاماً يرعاهما في شيخوختهما ، ولايرهقهما طغياناً وكفراً كالغلام المقتول ..
* وهكذا تتخفى النعمة في ثياب النعمة ، وترتدي الرحمة ثياب الكارثة ، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها ..