🌹🕌🕋🕌🌹
( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
رقم الصفحة141
من سورة الأنعام
من الآية 102 إلى الآية 110
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ذَظ°لِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ غ– لَا إِلَظ°هَ إِلَّا هُوَ غ– خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ غڑ وَهُوَ عَلَىظ° كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}
[ سورة الأنعام : الآية 102 ]
( 102 ) ذلكم -أيها المشركون- هو ربكم جل وعلا لا معبود بحق سواه، خالق كل شيء فانقادوا واخضعوا له بالطاعة والعبادة.
وهو سبحانه على كل شيء وكيل وحفيظ، يدبر أمور خلقه.
{لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ غ– وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الأنعام : 103]
( 103 ) لا ترى اللّهَ الأبصارُ في الدنيا، أما في الدار الآخرة فإن المؤمنين يرون ربهم بغير إحاطة، وهو سبحانه يدرك الأبصار ويحيط بها، ويعلمها على ما هي عليه، وهو اللطيف بأوليائه الذي يعلم دقائق الأشياء، الخبير الذي يعلم بواطنها.
{قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ غ– فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ غ– وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا غڑ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ}
[الأنعام : 104]
( 104 ) قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: قد جاءتكم براهين ظاهرة تبصرون بها الهدى من الضلال، مما اشتمل عليها القرآن، وجاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام، فمَن تبيَّن هذه البراهين وآمن بمدلولها فنَفْعُ ذلك لنفسه، ومَن لم يبصر الهدى بعد ظهور الحجة عليه فعلى نفسه جنى،
وما أنا عليكم بحافظ أحصي أعمالكم، وإنما أنا مبلغ، واللّه يهدي مَن يشاء ويضل مَن يشاء وَفْق علمه وحكمته.
{وَكَذَظ°لِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
[الأنعام : 105]
( 105 ) وكما بيَّنَّا في هذا القرآن للمشركين البراهين الظاهرة في أمر التوحيد والنبوة والمعاد نبيِّن لهم البراهين في كل ما جهلوه فيقولون عند ذلك كذبًا: تعلمت من أهل الكتاب،
ولنبين -بتصريفنا الآيات- الحقَّ لقوم يعلمونه، فيقبلونه ويتبعونه، وهم المؤمنون برسول اللّه محمد صلى اللّه عليه وسلم وما أنزل عليه.
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ غ– لَا إِلَظ°هَ إِلَّا هُوَ غ– وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}
[الأنعام : 106]
( 106 ) اتبع -أيها الرسول- ما أوحيناه إليك من الأوامر والنواهي التي أعظمُها توحيد اللّه سبحانه والدعوة إليه، ولا تُبال بعناد المشركين، وادعائهم الباطل.
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا غ— وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا غ– وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ}
[الأنعام : 107]
( 107 ) ولو شاء اللّه تعالى أن لا يشرك هؤلاء المشركون لما أشركوا، لكنه تعالى عليم بما سيكون من سوء اختيارهم واتباعهم أهواءهم المنحرفة.
وما جعلناك -أيها الرسول- عليهم رقيبًا تحفظ عليهم أعمالهم، وما أنت بقَيِّمٍ عليهم تدبر مصالحهم.
{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ غ— كَذَظ°لِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىظ° رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[الأنعام : 108]
( 108 ) ولا تسبوا -أيها المسلمون- الأوثان التي يعبدها المشركون -سدًّا للذريعة- حتى لا يتسبب ذلك في سبهم اللّه جهلا واعتداءً: بغير علم.
وكما حسَّنَّا لهؤلاء عملهم السيئ عقوبة لهم على سوء اختيارهم، حسَّنَّا لكل أمة أعمالها، ثم إلى ربهم معادهم جميعًا فيخبرهم بأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا، ثم يجازيهم بها.
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا غڑ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ غ– وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ}
[الأنعام : 109]
( 109 ) وأقسم هؤلاء المشركون بأيمان مؤكَّدة: لئن جاءنا محمد بعلامة خارقة لنصدقنَّ بما جاء به، قل -أيها الرسول-: إنما مجيء المعجزات الخارقة من عند اللّه تعالى، هو القادر على المجيء بها إذا شاء، وما يدريكم أيها المؤمنون: لعل هذه المعجزات إذا جاءت لا يصدِّق بها هؤلاء المشركون.
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}
[الأنعام : 110]
( 110 ) ونقلب أفئدتهم وأبصارهم، فنحول بينها وبين الانتفاع بآيات اللّه، فلا يؤمنون بها كما لم يؤمنوا بآيات القرآن عند نزولها أول مرة، ونتركهم في تمرُّدهم على اللّه متحيِّرين، لا يهتدون إلى الحق والصواب.
_____
تم تفسير الصفحة ولله الحمد
اللهم اجعل القرآن الكريم
ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
وحجة لنا لا علينا
يا أكرم الأكرمين
â*گ🌹🕌🌹â*گ