تبعيتنا .. حتى في علم النفس!!
يتربع أمامي كتاب ،او موسوعة في علم النفس .. تقع في 860 صفحة .. وفي أمة يقال أنها لا تقرا .. وجدت التالي .. الطبعة الأولى 1412هـ = 1992 ،والطبعة الثانية 1997،والثالثة 2000،وبين يديّ الطبعة الرابعة 2004
ما لفت نظري ،وأنا أطالع "فهرست الكتاب"أن المؤلف لم يترك "فاحشة"في الغرب لم يتعرض لها .. وإمامه في ذلك "فرويد" بطبيعة الحال.
والأكثر غرابة .. أننا نجد في المقدمة .. :
(بسم الله الرحمن الرحيم : رب يسر ) {ص 5}.
ثم يقول المؤلف :
(ولا يكفي أن يقال إن أولادنا يتعلمون الجنس من خلال ما يتلقون من معارف في علوم النبات والحيوان والأحياء){ص 7}.
ثم يدعو إلى تجرد الأبوين أمام صغارهما :
(والمشاعر التي تحصل له عن جسمه وهو يرى الأبوين متجردين عن ملابسهما تجردا كاملا أو نصف كامل){ص 8}.
وهذا والمؤلف يفترض أنه يعلم أن في القرآن الكريم :
( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ..) النور 58
كما قلت من قبل،لم يترك المؤلف "فاحشة"أو "شذوذا"في الغرب لم يبينه .. ويشرحه .. وكأنه "مسلمة" لا تقبل الجدل ..
وكمثال .. ترسم لنا "التراجيدا" الإغريقية أسطورة"أوديب" .. وكيف كانت النبوءة أن الملك سيقتله ابنه .. وحين وُلد للملك ابن،أمر وزيره بقتل الطفل،فأشفق عليه .. وأعطاه لأحد الرعاة،وذبح ذئبا،قدم دمه للملك.
وتدور الأيام .. ويكبر الابن وهو لا يعلم أنه ابن الملك،ويدخل المدينة،فتصطدم عربته بعربة الملك،فيتصارعان .. فيتقل الابن أباه .. وحسب أنظمتهم ،نُصب القاتل ملكا،وتزوج الملكة .. وحين علم بعدُ أنها أمه .. غرز أصبعيه في عينيه .. وأخرجهما من محجريهما ..
هكذا – والعهدة على الذاكرة – رسمت التراجيديا تلك الأسطورة .. فجاء – في القرن العشرين – من حول "أوديب" إلى "رمز" لاشتهاء الابن أمه !!!!!!! – ووضعوا رمزا آخر لاشتهاء البنت والدها "ألكترا" – وتلقفنا نحن تلك الموبيقات .. وأصبحت تدرس .. وكأنها "حقائق علمية"!!
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني