🌴🌷🕌🌷🌴
( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
كل يوم نقرأ صفحة من القرآن الكريم
وتفسيرها للإمام البغوي
إن شاء الله
من سورة البقرة
من الآية62 إلى الآية69
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة : 62]


إن المؤمنين من هذه الأمة، الذين صدَّقوا باللّه ورسله، وعملوا بشرعه، والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى اللّه عليه وسلم من الأمم السالفة من اليهود، والنصارى، والصابئين
- وهم قوم باقون على فطرتهم، ولا دين مقرر لهم يتبعونه-
هؤلاء جميعًا إذا صدَّقوا باللّه تصديقًا صحيحًا خالصًا، وبيوم البعث والجزاء، وعملوا عملا مرضيًا عند اللّه،
فثوابهم ثابت لهم عند ربهم، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا.
وأما بعد بعثة محمد صلى اللّه عليه وسلم خاتمًا للنبيين والمرسلين إلى الناس كافة، فلا يقبل اللّه من أحد دينًا غير ما جاء به، وهو الإسلام.


{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [63]


واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا العهد المؤكَّد منكم بالإيمان باللّه وإفراده بالعبادة،
ورفعنا جبل الطور فوقكم، وقلنا لكم: خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ واجتهاد واحفظوه،
وإلا أطبقنا عليكم الجبل، ولا تنسوا التوراة قولا وعملا كي تتقوني وتخافوا عقابي.


{ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [64]


ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى، بعد أَخْذِ الميثاق ورَفْع الجبل كشأنكم دائمًا. فلولا فَضْلُ اللّه عليكم ورحمته بالتوبة،
والتجاوز عن خطاياكم، لصرتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة.


{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}[65]


ولقد علمتم -يا معشر اليهود- ما حلَّ من البأس بأسلافكم من أهل القرية التي عصت اللّه، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، فاحتالوا لاصطياد السمك في يوم السبت، بوضع الشِّباك وحفر البِرَك، ثم اصطادوا السمك يوم الأحد حيلة إلى المحرم، فلما فعلوا ذلك، مسخهم اللّه قردة منبوذين.


{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [66]


فجعلنا هذه القرية عبرة لمن بحضرتها من القرى، يبلغهم خبرها وما حلَّ بها، وعبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب، وجعلناها تذكرة للصالحين؛ ليعلموا أنهم على الحق، فيثبتوا عليه.


{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [67[


واذكروا يا بني إسرائيل جناية أسلافكم، وكثرة تعنتهم وجدالهم لموسى عليه الصلاة والسلام، حين قال لهم:
إن اللّه يأمركم أن تذبحوا بقرة،
فقالوا -مستكبرين-: أتجعلنا موضعًا للسخرية والاستخفاف؟
فردَّ عليهم موسى بقوله: أستجير باللّه أن أكون من المستهزئين.


{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} [68]


قالوا: ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة، فأجابهم:
إن اللّه يقول لكم:
صفتها ألا تكون مسنَّة هَرِمة، ولا صغيرة فَتِيَّة، وإنما هي متوسطة بينهما، فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم.




{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}
[البقرة : 69]


فعادوا إلى جدالهم قائلين: ادع لنا ربك يوضح لنا لونها. قال: إنه يقول:
إنها بقرة صفراء شديدة الصُّفْرة، تَسُرُّ مَن ينظر إليها.
______
تم تفسير الصفحة ولله الحمد
اللهم اجعل القرآن الكريم
ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وشفيعا لناو حجة لنا لا علينا يا أكرم الأكرمين
⭐🌹🕌🌹⭐