الخداع الجميل
كثيرة هي الاحايين، التي نوطن أنفسنا لنشاهد فيلما خرافيا، أو فانتازيا، أو تقنيا علميا، ونعلم أن فيه ما فيه لكن نحجب تنظيرنا، ونقدنا ، ونوفره، كي نستمتع بما سنشاهد، لكن هذا لا يحصل في عالم السياسة، فكم من المرات التي انطلت علينا شعارات ما تحقق منها إلا عكسها، او تبين أن الحرف س للمستقبل ( سنفعل).. يعني انتهاء الأمر وفوات الوقت..
والأسوأ أننا نجد أنفسنا عاجزين إلا عن تنظير فارغ لا يأبه به أحد.. مهمشين حتى عن أبسط الامور التي حق لنا فيها التدخل بالحرف والكلمة...إلا لو كنا خارج السرب..
لذا فإن قسمنا عالم الخدع إلى حسن النية و سيئه ، فنكون قد انصفنا فعلا وحكمنا بالعدل، فمازالت الامور تقاس بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى.. ولا ثالث لها..
ولكن لو قسمنا حسن النية كذلك بين نية ظاهرة ونية معماة ، او بالأحرى ، نية حسب مانحن مقتنعين فيه، والحقيقة التي هي غير ذلك، ينطبق هذا على ما حدث في حج 1436 فالأمر ليس بهذه السهولة لبث الفرقة بين مسلمين فرقتهم الأفكار والمعتقدات، ويتكرر المشهد، فبينما نعتبر أن تشخيصنا صحيحا، يتبين لنا بعد ذلك أن الإعلام فعلها وذر الرماد في العيون لمزيد من الفرقة أو لأهداف غير سليمة تتبين نتائجها بعد ذلك، والغريب أن اللعبة تتكرر ويتكرر معها سقوطنا المستمر....نعم نحن قد نعرف النوايا عموما.. لكن مواجهة الإعلام الموظف بعناية مهمة غير سهلة أبدا..
لسنا بصدد تحليل الأمر فلسنا ذوي أقلام سياسية محترفة، ولكن وسط هذه الغوغاء الإعلامية ، نعتبر أنفسنا قاصرين عن فهم لعبتهم...فكلما مر وقت تبينت لنا الحقيقة وخرج تحليلنا قاصرا عن النظرة البعيدة التي رسمت...فمتى نفهم؟
لذا وحتى نصل للتحليل الصحيح، علينا أن نفكر كما يفكرون.. هدف قريب وهدف بعيد.. ظاهر وباطن...
كما يفعلون يلعبون على رقعة الشطرنج.. كما يلعبون لعبة الطرابيش...فقد لنفهم..
ولأننا نحب أن ننتصر لأنفسنا دوما.. نضع ما نفكر فيه في المقدمة.. لأننا تعودنا على الخداع الجميل...فهو يداعب هدفنا الضمني...
طور تفكيرك.. فقد يمضي الوقت.. ولا تعد قادرا على فهم ما يجري حولك أبدا...
الخميس 1-10-2015