هاجر
....


المهاوي سحيقة يكتنفها نقيع ..وأنت فرعك يابس
حروف من لغة غريبة ..محنطة كرمس فرعون قديم
تعجز أنت عن تعليق قافيتي على ورد أقلامك ...
وعلى برَد الحديث
أزدهي ..أرفع راياتك لا لون لها سوى الظلام
علقم هذا النهار .. وأرحل في اقتفاء خيوط ضوءك


...
أيها الأبدي المؤمم في خبايا الروح
لا تزدري كل أحلامي ..لا تعلقها على وتر الصهيل..ولا تخنّثهابصوتك
ليست الأحلام سواء ..ولا الأوهام
في ثقب ذاكرتي ..وفيك
تنبض أنت على عناقيد العنب
وأنا في تراثك سفرجل بري
يأخذني إليك طريق لا قرار له سوى بعض من قضوا على وثن
كانت تؤم إليه ممالك الزيف القديمة ونزعٌ من ثرى التملق ما تزال ترابض في لحن نايك
وعباءة الأعراب ما ملت تجميع غبار الساكنين على بحر من الأوحال
الرمل يغني بلغة لا يفهمها كلانا ويلحن في القصيد
وأنت تحصد كل أسراري
سنابل الحنطة من حوران أتت
وأنت تموت كالكلأ الرخيص
تجتث أناملك سكين عود لم يُطرب إلا بعضا ممن سمعوا شذاذ القول
وآخر خطبة حمقاء.. للديكتاتور
أوتار عودك تمزقت إربا ..وناظريك تشلهما صورة السلطان
في زي مقدد بالعويل
والخوف يلبسك قناعا من تداعي الروح والوهن المخضل فيك
على وجل يحاصرك في مرابع الذكرى وأتون من صخب اقتلاعك
...
سيدي الرئيس لا عوض لنا عنك
لا نرى إلا ما تراه
الزنبق ليس تمثالا ولا وهما
يغير كل أعراب القيامة على لوح من صفيح البرد
يطعنه الغراب
تطعنك السماء ..وربّ من آخر الأوطان أتى
يجدد الطاعة في كل جيل
لست وحدك في أتون القهر
أنا أيضا لم أحب ذاك الرأس فيك
تحجب الرؤيا عني كشمس مخبولة أسكرها خمر معتق
مستورد من بلد تباع الحناء فيه ..يأسا كالنجيل
أنت لا تحب الياسمين
أنا اعشق جلّق
كلما ارتوت بدمي ...تلوّى الياسمين على خصر قافيتي وأورق
العنب الدمشقي جاء من بيتمون يراقص ضحكتي ..لكنه من كَبد أصاب شاطئيك
اعتذر
كالموشح زارنا من أندلس مضت في غابر من الزيف
وأنت ترياق الحقيقة
لكنك لست الدواء
خفر على شاطئي
سيد الأحزان ما برح المرافىء
وقهقهات الملح
....




الملح لم يَصدُق ..فأنا الذبيح
يشهق متلفعا دمعي
يا هاجر لا تذرفي مطرا
فزمزم أورق من جديد
اخلعي نعليك قبل هبوب الريح على الجبلين
وانتعلي عواصمنا التي رفلت في القيد أعواما
لا تريد أن تفل القيد عن معظم البحر
والريح شواظ
لست اسماعيل ذاته ..وليس أبناء اسحاق من سفك الورود
نحن أمة اغتالت عصافيرها
وقبيلة جرهم حضرت لتغتال ماءك
دمي المركول على صفحة من حماقات القبائل..شؤم
يطوف البوم فوق رؤوسنا
لا تألمي فالجرح ممتد لآلاف عتيقة
ممدد كالرمل أنا على صفحة الأحزان
يداعبني الموج ..والريح خلسة
فنولد من جديد