سيد قطب
هو أديب العربية بلا منازع صاحب الظلال في تفسير القرآن الكريم و الذي قال عنه الشخ عائض القرني حين قرأ وصف سيد قطب_ رحمه الله_ للجنة في الظلاال فكأنك تتمشى فيها ،ولد في السادس من أكتوبر لعام 1906 ميلادي و توفي 29 أغسطس عام 1966 للميلاد بالقاهرة حيث أعدمه الطاغية جمال عبدالناصر.
- له موشح تام ( الصديق المفقود ) من الرمل:
ابحثوا لي ما استطعتم عن صديق = فلقد أعيانيَ البحث الكثير
مخلص الطبع له قلب رقيق = خالص الاحساس فياض الشعور
إنَّ هذا القلب يهفو أبدا
لصديق أصطفيه مفردا
وأريد الود رطبا كالندى
غير أن الكون ذو طبع صفيق = ناضب الاحساس ممسوخ الضمير
يحقر الاخلاص في القلب الشفيق = ويرى الغدر باعجاب جدير
طالما همت بحب الأصدقاء
وتغنيت بألحان الوفاء
ساميات كأناشيد الوفاء
سكْرةٌ عجلى و من ثَمَّ أُفيق = فإذا بي ألمسُ الغدر الحقير
و إذا الإخلاص خَلاَّبٌ بريق = من سرابٍ أو سنا برق قصير
أيهذا الكونُ إنْ كنتَ تجيبُ !
أيُّ عيشٍ في حمى الغدر يطيبُ؟
ثمَّ ماذا تبتغي تلك القلوبُ
غيرَ إحساسِ من العطفِ رقيق = يغمر الأريَّاح فياحَ العبير
فإذا العيش ُ رجاءٌ و وثوق = و إذا الكونُ رضاءٌ و حبور
إنَّ هذا العطف رمزُ للخلود
و إذاءُ الروحُ في هذا الوجود
كلَّ ما في الكون لولاهُ زهيد
و رحيب العيش لولا الطف ضِيْق = و النعيم العزب مسلوب النعيم *
و أرى الإنسان بالعطف خَلَيق = في جحيم العيش و العيشُ جحيم
ابحثوا لي بين أطياف الرجاء
عن صديقي ذلك الطهرُ البّرَاءُ
لن أملَّ البحث لو طالَ العناءُ
ليس هذا اليأس ُ باليأْسِ حقيق = فهو لن يخْبيَ في نفسي السعير
حيرةٌ تائهةٌ ما إنْ نفيق = و هي الوحدةُ أو عيش القبور
يا صديق الغيب يا طيف الأمل
هاهُنا قلبٌ من الوحدةِ ملّْ
ينشدُ الإخلاص في قلب خَضَل **
و هو لا ينوي عتاباً للصديق = حينما يخطيءُ أخطاءَ الغرير
فبحسبي قلبه السمح الرقيق = في فيافي العيشِ إلْـفاً لي سمير
و له موشح أقرع ( الماضي) من الرمل:
شبحُ الماضي وما الماضي سوى = بعضُ نفسي قد تولاه العدم
يتراءى كلَّما شطَّ النَّوى = فإذا الذكرى شجون و ألم
و إذا الكامن في نفسيَ ثار - جائشاً مضطرما - كالجحيم
كلَّما أقبل يومٌ و مضى = أوغَلَ الماضي بمجهول سحيق
ذاهباً عني كبرقٍ أوْمضا = ثمَّ دوَّى بعده الصَّمتُ العميق
و هو صمتُ تحته صخبٌ مثار - و حنينٌ أضْرما - و وَجُوم
آهِ لو مُلكت تصريف الزَّمن = كيفما أهوى و أنَّى أرغبُ
لرجعت الدهر للماضي إذن = فإذا بي حيثُ كُنَّا نلعب ُ
و رفاقٌ لَيِّنو العودِ صغار - ليس تدري الألما - و الهموم
زهراتٌ ناضِرات باسماتٌ = تلمحُ الغِبْطةَ فيها و الرضا
مرحاتٌ مشرقاتٌ لاهياتٌ = لا ترى في الكون إلاَّ ما تشاء
فهو روض زاهرٌ داني الثِّمار - و هي نورٌ قد نما - في الكروم
نتساقى الودَّ من غير انتباه = فإإذا العيش سرور و فَرح
و إذا الكونُ و فيه حياهُ = تتبدَّى في نشاطٍ و مرح
تلك أيَّام ٌ طويلاتٌ قصار - في زَمانٍ بَسَمَا - و نعيم
أينَ مِنِّي ذلك العهد الوسيم = أينَ مني بعضُ أيَّام الصِّغَر
إنَّها مرَّتْ كما يهفو النَّسيم = فيحيي و يحييه الزَّهَر
ذهب الماضي و أعيا الانتظار - و هو يعدو قُـدُما - كالظَّـليم ***
ايُّها الماضي رُويداً في خُطاك = فَعَلامَ اليومَ تمضي مُسْرعا
إيهِ مهْلاً حَسْبُنا طول َ نَواكْ = و بحسبي منك أنْ لنْ ترجعا
لَجَّتِ الذِّكرى و لمْ يبقَ اصطبار - و ستغدو عَدما - لا يدوم
التوقيع: