تشييع سامراء... مشروع إيراني ضحيته العرب السنة

يسود الحديث عن مساعٍ لتمليك محيط مرقدي سامراء إلى أشخاص إيرانيين

عمر الجنابي
ضمن سياسة التهجير والتمدد الإيراني داخل العراق، وفي إطار مسلسل التهجير القسري الذي يتعرض له أبناء المكون السني، تتعرض مدينة سامراء (100 كم إلى الشمال من بغداد)، لحملة تطهير عرقي وطائفي.
ووفقاً لما أكده مواطنون ومسؤولون في مدينة سامراء، فإن دائرة الوقف الشيعي، وبرعاية إيرانية، تسعى إلى الاستحواذ على جميع أملاك أهالي سامراء، وخصوصاً القريبة من مرقدي العسكريَّين، وتعويضهم بمبالغ بخسة.
وقال مسؤول محلي، فضل عدم الكشف عن هويته، في حديث لمراسل «الخليج أونلاين»: إن «قوة أمنية يرافقها عدد من رجال الدين شيعة وممثلون عن الوقف الشيعي، التقوا مع عدد من سكان مدينة سامراء، وخصوصاً القريبين من المرقدين العسكريين، وأبلغوا المواطنين بضرورة إخلاء هذه المنازل والمحال، وذلك لضمها إلى إدارة المرقدين».
وأضاف: «هناك حديثٌ عن مساعٍ لتمليك هذه الأملاك لأشخاص إيرانيين، فضلاً عن شخصيات عراقية تدين بالولاء لإيران»، مشيراً إلى أن «مئات العائلات الشيعية التي تسكن في محافظات الجنوب، والذي يطلق عليهم بـ(المعدان) تم توطينها في عدة مناطق في مدينة سامراء».
ولفت إلى أن «صمت الحكومة والجهات المعنية تجاه ما يتعرض له أهالي سامراء من حملة هوجاء لتغيير هويتها، يعني تأييدها لما تقوم به بعض الجماعات الطائفية الضالة التي تسعى إلى تمزيق البلد».
وتقع المدينة على ضفاف نهر دجلة، وعلى مسافة 100 كيلومتراً شمال بغداد، وكانت مقر عاصمة الدولة العباسية الإسلامية في عهد الخليفة المعتصم بالله، وتحتوي على معالم أثرية كثيرة، ومن بين الآثار العديدة والبارزة الموجودة في الموقع المسجد الجامع ومئذنته الملوية، وضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري.
المواطن وسام البدراني، أحد سكنة مدينة سامراء، قال لمراسل «الخليج أونلاين»: إن «أملاكنا في مدينة سامراء ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وإن مدينة سامراء مدينة سنية، ولن نخرج منها إلا على جثثنا»، على حد قوله.
وأضاف أن «إيران وبعد هيمنتها على أهل السياسة ورجال الدين في العراق، فضلاً عن هيمنتها عن الأضرحة والمقدسات الدينية في محافظتي النجف وكربلاء جنوباً، ومدينة سامراء شمال، تسعى من خلال أذرعها في العراق، وبكل جهودها، لتغيير ديمغرافية مدينة سامراء وإخلائها من سكانها الأصليين».
من جانبه، قال الشيخ ناهض السامرائي: إن «الجهات المسؤولة عن إخلاء المنازل القريبة والمحال التجارية القريبة من المرقدين العسكريين تحججت بتوسعة الحضرة العسكرية، لكنها في الحقيقة بداية لمشروع طائفي يسعى لإقصاء أهل السنة وتشييع مدينة سامراء».
وأضاف أن «مدينة سامراء شهدت في الأيام الأخيرة دخول أفواج كبيرة من الزائرين الإيرانيين وممارستهم طقوساً دينية غريبة، وفيها إساءة إلى أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته، وأمام أنظار أهالي سامراء، دون مراعاة شعور أهالي المدينة»، لافتاً إلى أن «ما شهدته مدينة سامراء من إساءة وتجاوزات يعد تطوراً خطيراً يهدد السلم المجتمعي في المدينة».
وتابع أن «جهات حكومية استقدمت مئات العائلات الشيعية في المحافظات الجنوبية من مربي الجاموس، الذين يطلق عليهم (بالمعدان)، وأسكنتهم في مناطق سامراء، بعد أن استولت على أراض تعود لأشخاص من السُّنة تم ترحيلهم قسراً بتهمة انتمائهم لتنظيم داعش».
وكان تحالف القوى العراقية قد حذر مسبقاً، وفي مناسبات عدة، من تعرض مدينة سامراء لحملة تغيير ديموغرافي بواسطة قيادات أمنية في محافظة صلاح الدين من خلال ممارسة الضغط على الأهالي وإجبارهم على الرحيل.


تشييع سامراء... مشروع إيراني ضحيته العرب السنة
يسود الحديث عن مساعٍ لتمليك محيط مرقدي سامراء إلى أشخاص إيرانيين